فرط القيء الحملي وتأثيره على الصحة العقلية للنساء
كشفت دراسة دولية أعدتها كلية (كينغز كوليدج لندن) وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في جنوب لندن ومودسلي عن أن فرط القيء الحملي، الذي يعد الشكل الحاد من الغثيان والقيء أثناء الحمل، يزيد بشكل ملحوظ من خطر تعرض النساء لمشكلات في الصحة العقلية بعد الولادة. حيث استندت هذه الدراسة إلى تحليل بيانات 476,857 امرأة حامل من 18 بلداً، ووجدت أن 3.6% منهن يعانين من هذه الحالة الخطيرة.
وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي يتعرضن لفرط القيء الحملي يكن أكثر عرضة بمعدل 2.7 مرة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بالنساء اللائي لا يعانين من هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، تزداد احتمالات مواجهة النساء لاضطرابات ما بعد الصدمة وذهان ما بعد الولادة.
تأثير الغثيان الشديد على الحالة النفسية
يشير الباحثون إلى أهمية تقديم دعم نفسي مبكر للحوامل اللاتي يواجهن فرط القيء الحملي، وذلك لتخفيف الضغوطات النفسية التي يمكن أن تترتب على هذه الحالة. كما أوصوا بتوفير برامج متابعة بعد الولادة تركز على تعزيز الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة للأمهات. يمكن أن يؤدي العلاج والدعم المناسب إلى تقليل المخاطر التي قد تواجهها الأمهات فيما يتعلق بالصحة العقلية.
وتعكس هذه النتائج الحاجة الماسة لفهم أفضل للآثار النفسية المصاحبة لفرط القيء الحملي، وأن تكون المرافق الصحية مستعدة لمواجهة هذه التحديات. إن البحث عن الحلول المناسبة والدعم يمكن أن يسهم في رفع جودة الحياة للأمهات وأطفالهن، ويعزز من تجربتهن خلال مرحلة الحمل وبعد الولادة. الدعم النفسي والاجتماعي يعتبر عنصراً أساسياً في نجاح رحلة الحمل، خاصة عند مواجهة تحديات مثل فرط القيء، مما يستدعي اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان صحة الأمهات النفسية والجسدية.
تعليقات