على الرغم من أن نفخ البوق لم يكن جديداً، إلا أنه يمثل محاولة لفرض طقوس توراتية تعبر عن هوية موازية لإسلامية المسجد. ما يثير القلق هذا العام هو عدم قدرة حراس المسجد أو المصلين، أو من يعرفون بـ “أهل الأقصى”، على رصد صوت البوق، مما يعني أن حالة التعتيم على العدوان الصهيوني قد بلغت مستوى يجعل منظمات الهيكل والمقتحمون هم المصدر الوحيد للمعلومات حول ما يجري، خصوصاً في الساحة الشرقية، التي أصبح الاحتلال يتعامل معها كأنها “كنيس غير معلن”.
طرائق خنق صوت الأقصى تتابعت عبر عدة محطات رئيسية، بدأت في عام 2008 حين بدأت سياسة الإبعاد عن الأقصى بالتزامن مع فرض أوقات محددة للاقتحام. بين 2010 و2015، تم منع مؤسسات الرباط التابعة للحركة الإسلامية بشكل دوري. في عام 2015، حاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إعادة تعريف المشكلة في الأقصى، حيث اعتبرها قضية “تحريض”، مما يعني أن المعضلة ليست في العدوان ذاته، بل في الحديث عنه. شهد عام 2018 منع حراس المسجد من مرافقة المقتحمين أو تصويرهم، في حين تفاقمت سياسة الإبعاد في السنوات التالية لتشتمل على مئات من المرابطين والناشطين، مما حال دون التوثيق الفعلي لعمليات الاقتحام.
في 2025، تم تخصيص وحدات من الجنود لمراقبة المتبقين من المرابطين في صحن الصخرة، بهدف منعهم من التوثيق وإجبارهم على مسح أي مواد مصورة. ومما أصبح مألوفاً، أن معظم التوثيقات تُجرى إما من خارج المسجد أو من مسافات بعيدة، بينما يعتمد العديد منها على ما ينشره المقتحمون على صفحاتهم.
لقد تحول العجز من عدم القدرة على تحرير المسجد الأقصى إلى عدم القدرة على الدفاع عن هويته، وصولاً إلى وضع يعيق حتى توثيق العدوان عليه. فإلى متى سيستمر هذا المصير؟
الأقصى في مواجهة العدوان والتعتيم
تتواصل الأحداث حول موضوع الأقصى في مواجهة العدوان والتعتيم، حيث يبدو أن الصوت يتم خنقه في غياب المعلومات الدقيقة. تاريخ النشر لهذا الموضوع كان يوم الخميس 25 سبتمبر 2025 في تمام الساعة 08:52 م.
ختاماً، نأمل أن نكون قد قدمنا لكم معلومات قيمة حول الأقصى في مواجهة العدوان والتعتيم.. كيف خُنق صوت الأقصى؟

تعليقات