السعودية تبدأ مراجعة شاملة لرؤية 2030: أرقام جديدة تكشف عن مفاجآت غير متوقعة

يعتبر اليوم الوطني الخامس والتسعون للمملكة العربية السعودية حدثاً مميزاً يجسد الفخر والاعتزاز بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة في مختلف المجالات.

تحديث شامل لرؤية 2030 يؤكد الإنجازات الكبيرة

هذه المناسبة الوطنية ليست مجرد احتفال بالتوحيد والتأسيس، بل هي أيضاً لحظة للتفكير في مسيرة التحول الشامل التي تشهدها المملكة في ظل رؤية السعودية 2030، التي تعد خريطة طريق واضحة نحو بناء وطن طموح واقتصاد متنوع ومجتمع حيوي.

استراتيجية 2030

أظهرت التقارير الرسمية للرؤية مثلاً ملحوظاً حيث بلغت نسبة الإنجاز في المبادرات النشطة 85%، مع إكمال 674 مبادرة و596 أخرى تسير بخطوات ثابتة لتحقيق أهدافها من أصل 1502 مبادرة.

كما أن 93% من مؤشرات الأداء المرتبطة بالبرامج والاستراتيجيات الوطنية وصلت إلى أهدافها المرحلية أو تخطتها، مما يبرز قوة التنفيذ وكفاءة التخطيط والتكامل بين القطاعين العام والخاص.

من اللافت أيضاً أن 257 مؤشراً قد تجاوز أهدافه السنوية، وحقق 18 مؤشراً أهدافه بالكامل، فيما تمكن عدد من المؤشرات من الوصول إلى أهدافها قبل ست سنوات من الموعد المحدد، مما يعكس سرعة التقدم في عملية التحول الوطني.

القطاع السياحي

في مجال السياحة، تخطى عدد الزوار الـ 100 مليون زائر خلال عام 2024، متجاوزاً التوقعات لعام 2030.

هذا الإنجاز يعزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية تحتضن تراثاً وثقافة متنوعة، ويؤكد نجاح الجهود في تطوير البنية التحتية السياحية وزيادة الفعاليات والأنشطة الجاذبة.

كما عززت المملكة وجودها على الساحة الثقافية العالمية بإدراج ثمانية مواقع جديدة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يعكس حرصها على حماية هويتها التاريخية وتعزيز مكانتها الحضارية.

التطوع وتمكين المجتمع

أحد العناصر البارزة في تطورات المسيرة هو زيادة المشاركة المجتمعية، حيث ارتفع عدد المتطوعين إلى 1.2 مليون متطوع، متجاوزاً المستهدف المقرر لعام 2030 الذي كان مليون متطوع.

تُظهر هذه الأرقام الوعي المجتمعي المتزايد وروح الوطنية التي تعزز من قيم التضامن والمبادرة الفردية.

تمكين المرأة

سجلت المملكة تقدماً ملحوظاً في تمكين المرأة، حيث بلغت نسبة مشاركتها في سوق العمل 33.5%، متجاوزة المستهدف البالغ 30% قبل عام 2030.

هذا الإنجاز يعكس نجاح السياسات الوطنية في دعم المرأة وتعزيز مشاركتها كعنصر فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

التحول الرقمي

على صعيد التقنية والتحول الرقمي، حققت المملكة إنجازات مبهرة، حيث قفزت 32 مرتبة منذ عام 2016 في مؤشر المشاركة الإلكترونية لتحل في المرتبة السابعة عالمياً متجاوزة هدفها بدخول قائمة العشر الأوائل بحلول 2030.

كما تقدمت المملكة 30 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية لتصل إلى المركز السادس عالمياً، مما يقربها من مستهدفها في الدخول ضمن المراتب الخمس الأولى.

هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرقمية والبرامج الحكومية التي سهلت تقديم الخدمات للمواطن والمقيم بفاعلية.

الحج والعمرة

حققت المملكة رقماً قياسياً غير مسبوق بوصول عدد المعتمرين إلى 16.92 مليون معتمر خلال عام 2024، متجاوزة بذلك المستهدف السنوي البالغ 11.3 مليون.

هذا الإنجاز يعود للجهود الكبيرة المبذولة في تطوير البنية التحتية والخدمات الرقمية المتكاملة، مقترناً بتسهيل الإجراءات وتوسيع التجارب الثقافية والدينية للحجاج والمعتمرين.

كما يعكس هذا التقدم التزام المملكة بتمكين أكبر عدد ممكن من المسلمين في جميع أنحاء العالم من أداء شعائرهم الدينية بسهولة ويسر، في بيئة آمنة وشاملة.

إنجازات تفوق التوقعات

تمثل هذه المؤشرات والنجاحات التحول النوعي الذي تشهده المملكة في عصرها الحديث، حيث يصبح الحلم واقعاً والطموح إنجازات ملموسة تفوق الأهداف المرسومة.

ويعد اليوم الوطني الخامس والتسعون بمثابة لحظة فخر واعتزاز بما تحقق، ويفتح المجال لتجديد العهد بمواصلة السير نحو مستقبل مشرق وأكثر ازدهاراً، بقيادة حكيمة وشعب متماسك يؤمن برؤية طموحة.