سيريانديز: منصة إخبارية شاملة تسلط الضوء على أبرز أحداث سوريا

السينما ليست مجرد مؤسسة منهارة

لا أتناول هنا شخصية المدير العام للمؤسسة العامة للسينما، فقد كنت من بين المهنئين له على منصبه. هو صديق قديم وجميل، ومن خلال هذا المقال أود التحدث من وجهة نظري وتجربتي خلال عشر سنوات كنت فيها مديراً لمديرية المهرجانات السينمائية.

السينما كقيمة وطنية

لقد بذلنا قصارى جهدنا في سبيل خدمة السينما السورية، كل على قدر استطاعته. لم نكن أبطالًا في مشهد عظيم، بل كنا خُدّامًا للوطن الكبير سوريا. لم يكن هدفنا خدمة نظام معين، بل كان همنا الأهم هو خدمة بلدنا والمساهمة في تعزيز هويته الثقافية والفنية.

لقد عشنا تجارب وتحديات كثيرة على مدى السنوات، حيث كانت السينما السورية تعاني من صعوبات كبيرة بفعل الظروف السياسية والاجتماعية. ومع ذلك، استمرينا في العمل بجد واجتهاد، محاولين تقديم الأفضل رغم كل الصعوبات. لقد استطعنا إقامة مهرجانات فنية ساهمت في إظهار إبداع السينمائيين السوريين، وجعلت من هذه الفعاليات منصة للقاءات الفكرية والفنية.

لا يمكن إنكار أن السينما تمثل جزءًا مهمًا من هوية أي ثقافة، وكانت السينما السورية حاضرة بشكل واضح في الساحة الفنية. عملنا جميعاً كفريق واحد لتحقيق رؤية مشتركة، وكان لكل فرد دور أساسي في هذا المسار. نحن فخورون بما قدمناه ونأمل أن تستمر المؤسسة في السير على نفس الدرب، ملبية طموحات السينمائيين والجمهور على حد سواء.

فالسينما ليست مجرد وسائل ترفيه أو قصة تروى، بل هي أداة تعبير وتجسيد للواقع وتفاصيل التجارب الإنسانية. يبقى الأمل قائماً في تجديد الروح السينمائية في سوريا وعودة السينما إلى مكانتها الطبيعية في المجتمع، وأن تظل المنصة التي تعبر من خلالها عن أفكار الناس وأحلامهم. إن السينما هي رمز من رموز الهوية الوطنية، وعلينا جميعًا الحفاظ عليها وتطويرها للأجيال القادمة.