مؤتمر نيويورك: تعزيز حقوق الفلسطينيين من خلال دعم حل الدولتين

دعم الجزائر المستمر للقضية الفلسطينية

أكد السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر في مصر وممثلها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين يعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز حقوق الفلسطينيين وضمان الأمن في المنطقة. وأوضح أن القضية الفلسطينية ليست مجرد مسألة سياسية عابرة، بل تتعلق بالعدل وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي تمثل قضية ضمير وأخلاق للأمة العربية جمعاء.

صوت الجزائر في المحافل الدولية

وأشار براح إلى أن حضور الجزائر في مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين، الذي عُقد في نيويورك في 22 سبتمبر 2025، كان نتيجة لموقف تاريخي ثابت. وقد شهد المؤتمر اعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين، مما يبرز قناعة الجزائر بأن استقرار المنطقة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية. وقد أكد وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، في كلمته أمام قادة العالم أن الإجماع الدولي على مبدأ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

كما شدد على ضرورة تطبيق السياسات الفعالة لمواجهة التوسع الإسرائيلي ومنع حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم. ورأى عطاف أن اللحظة الحالية تتطلب الانتقال من التصريحات إلى الأفعال، من خلال زيادة الاعترافات الدولية بفلسطين وضمان حقها في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

أكد السفير على أن دعم فلسطين ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من سياسة الجزائر الداخلية والخارجية منذ استقلالها عام 1962. فالجزائر التي حررت أراضيها بدماء الشهداء تعي تمامًا أن حرية فلسطين تأتي في صميم المعركة من أجل الكرامة الإنسانية.

كما سلط الضوء على أن الجزائر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، وساعدت في حصولها على صفة المراقب في الأمم المتحدة عام 1974، مما ساهم في تعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

واستمر التأثير الجزائر في القضية الفلسطينية، حيث احتضنت الجزائر إعلان قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988، وأصبحت أرضًا للانطلاق نحو الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وفي سياق دعمه المستمر للقضية الفلسطينية، أشار السفير إلى التعاون المثمر بين الجزائر ومصر في مواجهة الاستعمار والدفاع عن حقوق الشعوب. فالتجارب التحريرية لكل من الجزائر ومصر تمثل ذاكرة عربية مشتركة، تعكس التزام البلدين بحماية حقوق فلسطين.

واختتم براح حديثه مُؤكداً أن فلسطين ستظل دائمًا نبض الأمة وعنوان كرامتها، وأن صوت الجزائر ومصر ومعهما جميع الدول المؤمنة بالحرية والسلام سيبقى موحدًا في دعم الحق الفلسطيني، فهو يمثل العدالة والكرامة الإنسانية التي لا تنتقص بها الأزمان.