إسرائيل ككيان محتَل بين الغطرسة والانهيار
فإسرائيل ليست دولة شرعية على فلسطين، بل كيان طارئ نشأ على أرض ليست له، يرتكز وجوده على قوة السلاح والهيمنة العسكرية، وليس على شرعية شعبية أو ارتباط طبيعي بالأرض. هذا الواقع يجعل الدفاع عن كيانها غير طبيعي، ويكشف هشاشتها الداخلية. فالمبادئ الأساسية لبناء الدولة تُبنى على الأرض والشعب والهوية، وليس على الاحتلال والمرتزقة الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية قصيرة المدى.
منذ نشأتها، اعتمدت إسرائيل على القوة العسكرية وغياب أي رادع أخلاقي، مما جعلها تسير بخطوات عدوانية متسارعة، خاصة ضد الشعب الفلسطيني في غزة. المجازر المتكررة وتدمير المنازل واستهداف المدنيين بشكل مباشر كشفت ليس فقط عن وحشية هذا الكيان بل وأيضًا عن هشاشته السياسية والاجتماعية. الصمود الفلسطيني المستمر والجهود لكشف الانتهاكات أثرت في فضح السياسات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي وفتحت باب الضغط السياسي والدبلوماسي بطريقة غير مسبوقة.
تجسدت المقاومة الفلسطينية في غزة كشكل من أشكال الرد على العدوان، ولم تعد مجرد رد فعل بل أصبحت محورًا استراتيجيًا قادرًا على إعادة رسم معادلة القوة في المنطقة. الصواريخ الدقيقة، الدفاعات المتقدمة، والعمليات النوعية المنفذة من قبل الفصائل المختلفة تثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن كسرها. التخطيط الاستراتيجي والتكتيكات الميدانية واستراتيجية الردع تجعل غزة قوة لا يمكن تجاهلها، وتفرض على إسرائيل حسابات معقدة قبل أي خطوة هجومية.
دور المقاومة الفلسطينية مرتبط بالتكتل الإقليمي الداعم لها، فلبنان، عبر حزب الله، يمتلك خط دفاع وهجوم متكامل، بينما اليمن، من خلال قوات الحوثيين، فرض معادلات ردع استراتيجية على جنوب الجزيرة العربية، مما يعقد أي عمليات إسرائيلية. كذلك، يقدم العراق وسوريا دعماً ميدانياً ولوجيستياً لفصائل المقاومة الفلسطينية، مما يجعل أي تحركات إسرائيلية محفوفة بالعواقب الاستراتيجية الكبرى.
في السياق الدولي، أصبح المجتمع الدولي أكثر وعيًا بطبيعة العدوان الإسرائيلي. معظم الدول بدأت تدرك أن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة ضد المدنيين وأن سياساتها قائمة على الإبادة والمجازر المنظمة، مما خلق عزلة سياسية متزايدة للكيان الإسرائيلي. إسرائيل تواجه تحديًا مزدوجًا: من الداخل حيث لا وجود لدفاع طبيعي عن الأرض، ومن الخارج حيث المقاومة الفلسطينية المدعومة الإقليميًا والدعم الدولي المتنامي تشكل تهديدًا حقيقيًا لاستمراريتها.
استمرار الكيان يعتمد على القوة العسكرية، وليس على ارتباط طبيعي بالأرض أو شرعية شعبية، مما يجعله عرضة للتفكك والانهيار. إن معادلة سقوط إسرائيل واضحة، تشمل إرادة الشعوب، قوة المقاومة الفلسطينية، الدعم الإقليمي المتكامل، والضغط الدولي. إذا استمرت حالة الصمود والمقاومة، فإن استمرار إسرائيل كما عرفناها يصبح مستحيلاً.
اليوم، إسرائيل تقف على مفترق طرق حاسم: إما الاعتراف بالواقع والتراجع عن سياسات العدوان، أو مواجهة الانهيار الحتمي. العدالة ستتحقق عاجلاً أم آجلاً، والقوة ستؤول لمن يستحقها، مما يفرض إعادة ترتيب حسابات القوى الفاعلة في المنطقة. في هذه اللحظة التاريخية، المستقبل لن يكون للكيان المحتل، بل لأولئك الذين يملكون القدرة على الصمود والمقاومة.

تعليقات