الدكتور النمر يكشف كواليس القسطرة الوقائية: حقائق صادمة لم تجدها في أي مكان آخر

تحذيرات من القسطرة القلبية الاستكشافية

حذر الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، من إجراء القسطرة القلبية الاستكشافية بشكل وقائي للأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين دون وجود أعراض واضحة تدل على انسداد الشرايين. ورغم أن القسطرة تعد إجراءً آمنًا نسبيًا، إلا أنها تحمل مخاطر نادرة ولكن خطيرة، مثل النزيف أو الجلطة الدماغية أو توقف القلب، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي إلى الوفاة.

إجراءات وقائية لصحة القلب

أوضح النمر أن إجراء القسطرة في حال ظهور شرايين طبيعية لا يعني عدم حدوث مشكلات قلبية مستقبلية، إذ يمكن أن تتجمع كميات صغيرة من الكولسترول وقد تتحول إلى جلطات لاحقًا. وأكد أن القسطرة الوقائية قد تتخطى المخاطر الفوائد المحتملة لها، مما يجعلها غير مبررة طبيًا في غياب الأعراض.

وشدد على أن الطريقة المثلى لتقييم صحة القلب تكمن في مراقبة عوامل الخطر المختلفة كارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع مستوى الكولسترول، بدلاً من إجراء عمليات جراحية غير ضرورية. كما أضاف أن اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين يعد أفضل وسيلة للوقاية من أمراض القلب.

وذكر النمر أن التوصيات الطبية العالمية تصنف القسطرة الاستكشافية الوقائية ضمن الإجراءات غير المستحسنة للأشخاص الأصحاء الذين لا تظهر عليهم أعراض، نظرًا لوجود بدائل أكثر أمانًا وفاعلية. وأكد أن الفحوصات الدورية غير الغازية، مثل رسم القلب وفحص ضغط الدم ومستوى الكولسترول، تقدم معلومات كافية لتقييم المخاطر القلبية.

وأشار إلى أهمية التقييم المنتظم لعوامل الخطر، حيث يساعد على تحديد الحاجة لأية تدخلات طبية مستقبلية قبل تفاقم مضاعفات القلب. واعتبر أن الاستمرار في التحاليل الدورية والمراقبة الطبية يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات مرتبطة بالقسطرة، مما يمنح الشخص شعورًا بالطمأنينة دون التعرض لمخاطر إضافية.

وأوضح أن القسطرة تظل ضرورية فقط عند وجود أعراض واضحة أو علامات تشير إلى انسداد الشرايين، مثل آلام الصدر المتكررة أو ضيق التنفس. وتجنب القسطرة الوقائية يعد أمرًا ذا أهمية، حيث قد تؤدي إلى تدخلات علاجية غير ضرورية، مما يزيد من الأعباء النفسية والمادية.

وأشار النمر إلى أن التوجه الحديث في الطب يعزز الوقاية الشاملة لصحة القلب عبر التحكم في الوزن وممارسة الرياضة وفحص مستويات ضغط الدم والكولسترول. كما حذر من الاعتماد الكلي على القسطرة كإجراء وقائي، لأنها تتجاهل أهمية التقييم الشامل لعوامل الخطر القلبية، ما قد يؤدي إلى سوء تقدير للنتائج.

وأكد أن الفحص المنتظم والوعي الشخصي بعوامل الخطر يمثلان أساس تحقيق صحة قلبية جيدة، مما يقلل من الحاجة لإجراءات غازية قد تكون محفوفة بالمخاطر. وشدد على أن القسطرة الاستكشافية يجب أن تكون محصورة في الحالات التي تثبت فيها الفحوصات الطبية وجود خلل أو انسداد محتمل في الشرايين، وليس كإجراء روتيني.

وختم النمر بتأكيد أهمية استشارة الطبيب وتقييم التاريخ الصحي الشخصي والعائلي قبل اتخاذ أي قرار بشأن التدخلات الطبية، بما في ذلك القسطرة القلبية، مشيرًا إلى أن نمط الحياة الصحي ومراقبة العوامل القلبية توفر حماية أفضل على المدى الطويل مقارنة بالإجراءات الوقائية الغازية، مما يقلل من المخاطر المحتملة.