علق جمال رائف، الباحث السياسي، على اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عدد من القادة العرب في نيويورك. وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي في برنامج “حديث القاهرة”، الذي يُبث عبر شاشة “القاهرة والناس”، أن ترامب يسعى إلى إيجاد مسار جديد يختلف عن ذلك الذي تحقق بواسطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولفت إلى أن هذا المسار الجديد يجسد محاولة أمريكا لإعادة تشكيل علاقاتها مع العالم العربي، لكنه يأتي في إطار غياب استراتيجية واضحة للشرق الأوسط، مما يزيد من الشكوك حول فعالية هذه الخطوات.
في سياق متصل، أشار رائف إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة ترامب لم تكن تمتلك توجهاً استراتيجياً ثابتاً في المنطقة، مما أدى إلى ارتباك في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية. ورغم محاولات تحسين العلاقات وتعزيز الشراكات، فلا يزال هناك غموض في رؤية الإدارة الأمريكية للأحداث الجارية، بما يشمل الأزمات السياسية والصراعات المتعددة في منطقة الشرق الأوسط.
نقص الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط
عبر رائف عن قلقه من أن محاولات ترامب لاستعادة دور الولايات المتحدة في العالم العربي قد تواجه تحديات، إذ لا تكفي اللقاءات الدبلوماسية لتجاوز التعقيدات التاريخية والسياسية التي تواجهها المنطقة. واعتبر أن خطوات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتخفيض المساعدات للدول العربية كانت قرارات أشعلت التوترات وأثرت سلباً على صورة أمريكا في العالم الإسلامي.
تحديات عودة النفوذ الأمريكي
من المهم أن يتم بناء استراتيجية شاملة تعكس فهمًا عميقًا للواقع العربي والموضوعات المحورية التي تشغل بال القادة العرب. فالتواصل مع الدول العربية يتطلب أكثر من مجرد لقاءات عابرة؛ بل ينبغي أن يتضمن التزامًا حقيقيًا بفهم الحقوق والمصالح المشتركة. وأكد رائف أن نجاح هذا المسار الجديد يحتاج إلى استراتيجيات تنموية وسياسية واضحة تتسم بالاستمرارية، لتصلح العلاقات وتحقق الاستقرار في المنطقة.
ختامًا، يبدو أن دور الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط يحتاج إلى إعادة تقييم جذري، يضمن انتهاج سياسات قائمة على الحوار والشراكة الفعلية، بعيدًا عن التوجهات المتقطعة والمشاريع أحادية الجانب التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها.

تعليقات