صوت المواطن بعد 11 عاماً من البيعة: رسائل صادقة إلى الماضي تعكس التغيير في حياة السعوديين

ذكرى البيعة وتجليات التحول الوطني

تعيش المملكة العربية السعودية اليوم لحظات من التذكر والاحتفاء في ذكرى البيعة، حيث تسترجع بحماس بدايات مشاريع التحول الكبرى التي شهدتها خلال السنوات الماضية. هذه المناسبة تأتي في وقت يشهد فيه الوطن إنجازات متنوعة، واحتفاءً بما تحقق في العقد الأخير. ولأول مرة، تم اختيار صيغة مبتكرة للاحتفال، تقوم على رسائل من المواطنين إلى ذواتهم في الماضي، تعبر عن مشاعر الفخر والدروس المستفادة.

تجارب المواطنين ورؤاهم

المواطنون من مختلف الأعمار والمناطق شاركوا في هذه المبادرة، معبرين عن تقديرهم لتطورات المملكة ورغبتهم في التواصل مع تجارب الماضي. في الرياض، كتبت المعلمة سلمى العتيبي رسالة إلى ذاتها في 2015، حيث عبرت عن فخرها بما حققته المملكة في مجالات التعليم والابتكار. وتبين أن التصور وتحقيق المستقبل يتطلب الصبر والمشاركة في المشاريع الوطنية.

في جدة، أرسل رجل الأعمال محمد مدني نصائح لنفسه قبل 11 عاماً، مشيراً إلى الدور المتغير للاقتصاد وضرورة الابتكار في بيئة العمل. في الدمام، عبرت السيدة زينب المقري عن امتنانها للتطور الملحوظ في النظام الصحي، موضحة أهمية الاعتناء بالصحة كنعمة.

وفي حائل، ركز الشاب فهد الشمري على أهمية الحفاظ على التراث، مشيراً إلى دور المملكة في إعادة إحياء الثقافة والتاريخ. بينما كتب المهندس محمد القرشي من مكة يحث نفسه على التعلم والاستثمار في المهارات، لكون الرؤية الحقيقية للمستقبل تعتمد على المعرفة والعلم.

تتناول الرسائل بشكل عام أهمية الصبر، التعليم، الترابط المجتمعي، والحفاظ على الهوية الثقافية مع الانفتاح. تعكس القصص الشاملة للرسائل تأثير السياسات الوطنية على الحياة اليومية للمواطنين: من التعليم والرعاية الصحية، إلى البنية التحتية والاقتصاد والثقافة.

لم يكن الأمر مجرد استعراض للإنجازات، بل كان فرصة للمواطنين لوضع الدروس المستفادة نصب أعينهم. يتجلى ذلك في القدرة على مواجهة التحديات اليومية، والتشجيع على دعم التطور الوطني. لقد أظهرت الرسائل أثرا واضحا للسياسات الوطنية على مجالات متعددة، مما أسهم في تطوير بيئة العمل ودعم الاستثمارات وتحسين مستوى المعيشة.

إن ذكرى البيعة ليست فقط تذكيرًا بالماضي، بل هي حجر الزاوية لمستقبل مشرق، حيث تضع الرسائل المتبادلة بين الأجيال أساسًا قويًا للنهضة المستمرة. جميع هذه اللحظات تعتبر استثمارًا في تقدم المملكة، وهي دلالة على الروح الوطنية التي تجمع مختلف أطياف المجتمع.