رحيل مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: فقدٌ كبير للإسلام

رحيل المفتي عبدالعزيز آل الشيخ

نعى الوسط الديني والعلمي وفاة المفتي، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته. فقد كان له دور بارز في الفتوى والتعليم الشرعي، وعُرف بمكانته السامية في المجتمع.

فقدان للبصر وتفوق علمي

ولد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في 30 نوفمبر 1943م في مكة المكرمة، وتوفي والده وهو في سن صغيرة لم يتجاوز الثامنة. بعد ثلاث سنوات من وفاة والده، حفظ القرآن الكريم على يد معلمه محمد بن سنان. نشأ الشيخ يتيمًا وتمكن من حفظ الكتاب العزيز في سن مبكرة، لكنه فقد بصره في العشرينات من عمره. درس العلوم الشرعية تحت إشراف مفتي الديار السعودية الأسبق محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وبدأ مسيرته المهنية كمدرس وعضو في المجالس العلمية بالجامعات.

خطيب جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، والذي يعد من أشهر خطباء مسجد نمرة، له العديد من المؤلفات الشرعية التي تشمل الفتاوى والأحكام الشرعية وكتب أخرى تتلق بمجموع فتاواه في عدة مناسبات. درس الشيخ عبدالعزيز كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية على يد مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ، كما تعلم علم الفرائض على يد عبدالعزيز بن باز، وعلم النحو على يد عبدالعزيز بن صالح المرشد.

التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، واستكمل تعليمه في كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج فيها بتخصص اللغة العربية وعلوم الشريعة في العام الجامعي 1964-1965. في عام 1965م، عُيّن عبدالعزيز آل الشيخ مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، واستمر هناك لمدة ثماني سنوات قبل أن ينتقل إلى كلية الشريعة.

تولى إمامة جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض بعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم عام 1969، ثم انتقل لإمامة خطابة الجمعة بمسجد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف. كما عمل في جامع الإمام تركي بن عبدالله، حيث قدم العديد من الدروس والمحاضرات وشارك في الندوات والبرامج الدينية سواء كانت إذاعية أو تلفزيونية. في عام 1982، تم تعيينه إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة بعرفة، وساهم في هيئة كبار العلماء منذ عام 1987.

تولى العديد من المناصب العليا، حيث عُيّن نائبًا للمفتي العام في المملكة بالمرتبة الممتازة عام 1995، ثم أصبح مفتياً عاماً للمملكة ورئيسًا لهيئة كبار العلماء ورئيسًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في 14 مايو 1999، بعد وفاة المفتي السابق عبدالعزيز بن باز. لقد كانت رحيله خسارة كبيرة للأمة الإسلامية وللعلوم الشرعية.