السعودية تُحدد 550 موقعاً للأشجار المعمرة في إطار جهود مكافحة التصحر

حماية الأشجار المعمرة في السعودية

حصر مركز مكافحة التصحر أكثر من 550 موقعًا تضم أشجارًا معمرة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن إطار جهوده الرامية إلى حماية هذه الثروة الطبيعية الفريدة والمحافظة عليها كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والتراث الطبيعي. تعتبر الأشجار المعمرة رمزًا للحياة والعطاء المستمر، إذ تتميز بقدرتها الفائقة على التكيف والصمود أمام الظروف المناخية القاسية لعدة قرون، مما يجعلها شاهدًا حيًّا على العلاقة العميقة بين الإنسان والأرض. لذلك، فإن حماية هذه الأشجار لا تقتصر فقط على كونها عملًا بيئيًّا، بل تُعتبر أيضًا استثمارًا طويل الأمد في البيئة والصحة العامة والهوية الوطنية.

صون التراث الطبيعي

يؤكد المركز أن الأثر الإيجابي المتوقع من حماية الأشجار المعمّرة يتجاوز البعد البيئي ليشمل جوانب اجتماعية وثقافية واقتصادية. يساعد هذا الجهد في الحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي للبلاد، ويعزز الوعي البيئي بين المواطنين، كما يسهم في تنمية السياحة البيئية، مما يؤدي إلى دعم الاقتصاد المحلي. كما يُسهم في تقليل التكاليف المرتبطة بظاهرة التصحر والتدهور البيئي. إن الحفاظ على هذه الأشجار المعمرة يمثل خطوة حقيقية نحو تحقيق توازن بيئي مستدام، ولعب دور محوري في تأمين مستقبل أفضل للبيئة وللأجيال القادمة.

من خلال هذه الجهود المتكاملة لتطوير الاستراتيجيات اللازمة لمكافحة التصحر وحماية الأشجار المعمرة، يسعى المركز إلى تعزيز التفاعل المجتمعي والوعي البيئي لدى مختلف فئات المجتمع، مما يعكس أهمية الشراكة بين الأفراد والجهات المعنية لضمان بقاء هذه الثروات الطبيعية للأجيال القادمة. إن المهمة لتحقيق بيئة صحية ومستدامة هي مسؤولية جماعية، تتطلب جهودًا مشتركة من الجميع للحفاظ على مكونات الطبيعة وتراثها العريق.