الوزارة تواجه أزمة حادة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة

أزمة الإيقاف الإعلامي وتأثيرها على الوطن

تتواصل الأحاديث حول قضية إيقاف مراسلة قناتي العربية والحدث الصحفية لينا يعقوب، وكأنها حلقة متكررة من مسلسل يتجدد مع كل أزمة. فليس غريبا على الحكومة أن تكون مركزا للجدل كلما ذُكر اسم لينا. فالتغطيات التي تقدمها ليست السبب الوحيد وراء هذه الضجة، بل لأن الحكومة تعكس ضعفا لا يمكن إنكاره، حيث تتفاعل من داخلها أكثر مما تتحرك من خارجها.

التحديات الإعلامية

من المأمول أن تقود وزارة الإعلام مسارات الكرامة بنجاح، لكنها تحولت إلى ساحة قتال بين الأطراف المختلفة. في ظل قيادة الوزير جراهام عبد القادر، شهدنا حالة من الركود، وبعدها تجمدت الوزارة مرة أخرى تحت إدارة الإعيسر، حيث تحولت إلى لسان حاله بدلاً من أن تكون لسان حال الحكومة.
التركيز على قضايا مثل إيقاف لينا يعقوب يعكس فشل هذه الوزارة في صياغة بيان يوضح مواقفها الهزيلة. فهي لم تصلح في مخاطبة الرأي العام أو التواصل مع الخارج، مما يجعل بعض جماعات الواتساب تشعر بأنها تؤدي بشكل أفضل.
التجربة تخبرنا أن الحكومة، التي تتسم بالضبابية في علاقاتها، تظهر عجزها بشكل فاضح. تخفق في إنتاج تغيير إيجابي، حيث يزداد الفشل مع كل رحلة خارجية يقوم بها رئيس الوزراء، كما حدث مع زيارته الأخيرة للسعودية، حيث انشغلت الحكومة بمؤتمر دولي بينما لم يحقق هو أي نتائج ملموسة.
بدلاً من الاستفادة مما يمكن أن تقدمه الدول الأخرى لتعزيز العلاقات، نجدها تتجه نحو مجابهات لا طائل منها. في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة حمى الضنك، الذي يؤثر على حياة المواطنين في جميع الولايات، تقف الحكومة مكتوفة الأيدي.
الحاجة إلى دعم مالي كبير لمعالجة هذه الأزمة تتجاوز الأربعة ملايين التي قدمها بنك السودان. ومع ذلك، يمكن تأمين المبلغ من خلال العلاقات التي يفترض أن يكون قد بنتها الحكومة خلال زياراتها الخارجية. على الرغم من ذلك، يبدو أن رئيس الوزراء مشغول بحضور المؤتمرات والسفر بدلاً من معالجة أزمات بلاده.
تتطلب مكافحة مشاكل المواطنين تحركاً فعلياً من الحكومة، بدلاً من الانغماس في صور مجردة من النجاح. والأمل في أن تؤدي هذه التجارب إلى تغيير جذري في النهج المتبع، وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه الشعب والأمة.