مكتبة الملك فهد ترسخ قواعد ‘مكتبات المستقبل’ مع الحفاظ على كنوزها الثقافية

التقنية والتحول الرقمي في مكتبة الملك فهد الوطنية

أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، على أن المكتبة تسير بخطى ثابتة نحو التكيف مع مستقبل التقنية والتحول الرقمي. يأتي هذا التوجه في إطار التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي للمملكة، حيث تعتبر المخطوطات والنوادر والمقتنيات الفريدة من أبرز الثروات التي تملكها.

التحديث والتمسك بالتراث الثقافي

تعمل مكتبة الملك فهد الوطنية على توظيف أحدث التقنيات الرقمية لتوفير الوصول إلى محتوياتها، مما يعزز من تجربة الزوار والباحثين. يتضمن ذلك تبني أنظمة إدارة مكتبية متطورة تتيح للمتخصصين والمهتمين الوصول إلى المعلومات بسهولة وسرعة. وفي الوقت نفسه، تظل المكتبة ملتزمة بالحفاظ على المقتنيات النادرة التي تمثل جزءاً مهماً من التاريخ السعودي، حيث تكون تلك العناصر بمثابة جسر يربط بين الماضي والحاضر.

إضافة إلى ذلك، تسعى المكتبة إلى تنظيم الفعاليات والمعارض التي تبرز أهمية التراث الثقافي، مما يسهم في نشر الوعي وتعزيز القيم الثقافية لدى الأجيال الجديدة. هذه الفعاليات تعتبر منصة لعرض التراث الوطني وتعريف الزوار بأهمية المخطوطات والمقتنيات، وتحفيز البحث والدراسة في هذا المجال. كما تهدف المكتبة من خلال خدماتها الرقمية إلى توسيع قاعدة مستفيديها، بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تركز على تعزيز الثقافة والمعلومات.

من خلال هذا التوجه المتوازن بين الابتكار والحفاظ على التراث، تستمر مكتبة الملك فهد الوطنية في كونها مركزاً حيوياً للمعرفة والثقافة، حيث تمثل نموذجاً يُحتذى به في كيفية استثمار التكنولوجيا لصالح الثقافة المحفوظة. إن انفتاح المكتبة على التقنيات الحديثة وسياساتها التي تصب في خانة تطوير المحتوى وتوفير المعلومات، يعكس رؤية القيادة الحكيمة واهتمامها بتكون هذا الصرح الثقافي منارةً للعلم والمعرفة في السعودية.