المحافظة تعاني من نقص المشاريع الاستراتيجية والواقع الخدمي يتدهور بشكل متزايد

مشكلة الخدمات في الأنبار

أكد طارق الدليمي، القيادي في تحالف الأنبار، على أن المحافظة لا تزال تعاني من نقص حاد في المشاريع الخدمية، على الرغم من الحديث المتواصل حول جهود الإعمار. وأوضح أن المشاريع التي يتم تنفيذها هي بشكل رئيسي مجرد أعمال سطحية مثل التبليط وصبغ الأرصفة وتوفير الإنارة، في حين أن معظم ما تم إنجازه من مشاريع خاصة بالدوائر والمدارس والجسور قد تم تمويله من صندوق إعادة الإعمار أو عبر منظمات دولية مانحة، وليس من خلال خطط حكومية استراتيجية مدروسة.

معاناة الأنبار: أزمة البنية التحتية

وأشار الدليمي إلى أزمة حقيقية تعاني منها المحافظة في مجال توفير المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى غياب المستشفيات الكبيرة القادرة على تلبية احتياجات السكان. وأكد أن القطاع الصحي يعتبر عبئاً حقيقياً على الأهالي الذين يضطرون لإجراء الفحوصات والعمليات في المستشفيات الأهلية أو للسفر إلى بغداد وإقليم كردستان. وذكر أن قطاع التعليم يعاني أيضاً من نقص حاد في المدارس وضعف في البنية التحتية، مما يزيد من معاناة الطلاب وأسرهم. ليس ذلك فحسب، بل إن الأنبار تفتقر أيضاً إلى المشاريع الاستراتيجية التي تسهم في تشغيل الشباب وتقليل معدلات البطالة.

وختم الدليمي بالتأكيد على أن الحديث عن المشاريع الكبيرة في المحافظة يبدو مبالغاً فيه، ويعتبر بمثابة تضليل للرأي العام، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الخدمية والمعيشية يوماً بعد يوم. تجدر الإشارة إلى أن الأنبار كانت من الأكثر تضرراً نتيجة النزاع الذي شهدته فترة سيطرة تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017، ولا تزال تواجه تحديات جسيمة في مجال إعادة الإعمار ومجالات الخدمات الأساسية، على الرغم من مرور سنوات على انتهاء العمليات العسكرية.

على الرغم من الإعلان الرسمي عن إنجازات في قطاع الإعمار في المحافظة، غالباً ما تقتصر المشاريع المنفذة على تحسينات سطحية مثل التبليط وصيانة الأرصفة والإنارة. بينما تبقى القضايا الجوهرية، مثل توفير المياه الصالحة للشرب، بناء المستشفيات الحديثة، وتوفير عدد كافٍ من المدارس، وتشغيل الخريجين، عالقة دون حلول فعالة. لذلك، يظهر بوضوح أن الجزء الأكبر من المشاريع في الأنبار مُمدَدة من خلال صندوق إعادة الإعمار والمنظمات الدولية المانحة، مما يعكس نقص الاستثمار الحكومي المباشر في المحافظة.