رحيل المفتي العام للسعودية عبدالعزيز آل الشيخ: تعرف على مسيرته وإرثه

وفاة عبدالعزيز آل الشيخ

توفي الثلاثاء مفتي المملكة العربية السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، عن عمر يناهز 82 عاماً. ومن خلال بيان الديوان الملكي السعودي، تم الإعلان عن وفاته، حيث جاء فيه: “انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم الثلاثاء، الموافق الأول من شهر ربيع الآخر من عام 1447 هجرياً (23 من سبتمبر/ أيلول 2025)، سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي”. وأشار البيان إلى أن المملكة والعالم الإسلامي فقدا عالماً جليلاً أسهم بجهود كبيرة في خدمة العلم والإسلام والمسلمين.

إرث المفتي الراحل

وصف البيان المفتي الراحل بأنه من أعلام العلم الشرعي والإفتاء في المملكة والعالم الإسلامي، حيث كرس حياته لخدمة الدين، والإفتاء، وتقديم النصائح للأمة وولاة الأمر من خلال موقعه في هيئة كبار العلماء ومؤسسات دينية رسمية أخرى. اسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب يرتبط بتاريخ الدعوة الوهابية، وقد وُلد في عام 1943 في مكة المكرمة أو الرياض، وفقاً لتقارير مختلفة. فقد والده وهو صغير، وتمكن من حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد الشيخ محمد بن سنان.

على الرغم من فقدانه للبصر تماماً في العشرينات من عمره، إلا أنه واصل طلب العلم الشرعي وأصبح أحد أبرز تلاميذ المفتي الأسبق محمد بن إبراهيم آل الشيخ. كان يُعتبر من أبرز علماء الشريعة في المملكة وله العديد من المؤلفات في الفتاوى والعقائد. تم تعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء في عام 1986 وتولى منصب المفتي العام للمملكة في 14 مايو 1999، حيث استمر في هذا المنصب لمدة تقارب ربع القرن.

واجه عبدالعزيز آل الشيخ العديد من المحطات البارزة في مسيرته، بما في ذلك خطبته المعروفة في يوم عرفة، حيث كان يعد أطول خطيب في هذه المناسبة عبر التاريخ. يجسد هذا المفتي المعلم من خلال عمله ومؤلفاته علامة فارقة في تاريخ الفتوى والعلم الشرعي لدى المسلمين.