الملك عبد العزيز.. اعتزازه بالمعرفة في عصر التوحيد
تتجلى معالم شخصية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- من خلال اعتزازه الكبير بالمعرفة والثقافة، حيث كان له اهتمام خاص بهما أثناء حياته. لقد قام بتشجيع أبنائه الشباب على السعي للارتقاء بأفكارهم وطموحاتهم، ملتزمًا بغرس القيم الأصيلة في نفوسهم والحفاظ على هويتهم الثقافية. كان حريصًا على تحفيزهم لربط المعرفة بالتطبيق العملي، حتى في ظل انشغاله -رحمه الله- بتوحيد البلاد وبناء الدولة، فإن نظرته الثاقبة جعلته يدرك مبكرًا أن النهضة الحقيقية ومستقبل المملكة يعتمد على جيل واعٍ متعلم، يسعى جاهدًا لتحقيق تقدم بلاده بين الأمم.
الاهتمام بالثقافة والتعليم
إن رؤية الملك عبدالعزيز كانت بعيدة المدى، حيث عكس اهتمامه بالعلم والثقافة رغبته في رؤية وطنه مزدهرًا على كافة الأصعدة. كان يدرك أن التعليم هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع قوي وقادر على مواجهة التحديات. ولذلك، كان يدعم كل المبادرات التي من شأنها تعزيز التعليم وتطوير مهارات الشباب، راغبًا في تجهيزهم ليكونوا قادة المستقبل. لقد أسهم ذلك في تشكيل هوية وطنية متماسكة، تعكس التنوع الثقافي والتاريخ الغني للمملكة.
وفي هذا السياق، يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-: “تاريخ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لا يقتصر على جوانب الكفاح وإنجازات التوحيد والبناء فحسب، التي هي مهمة ومعلومة للجميع، وإنما يتضمن جوانب كثيرة تبرز فيها شخصيته الإنسانية”. إن هذه الكلمات تلخص مدى أهمية التعليم والثقافة في رؤية الملك عبدالعزيز، إذ كانت المحاور الأساسية التي أسهمت في بناء المؤسسات التعليمية والثقافية لتلبية احتياجات المجتمع.
إن القيم والمبادئ التي حث عليها الملك عبدالعزيز لا تزال تلهم الأجيال الجديدة من أبناء المملكة العربية السعودية. فالتزامه القوي بنشر المعرفة وتعزيز الثقافة في حياة شعبه هو إرث مستمر، يساهم في تحقيق أهداف وطموحات الوطن على مختلف الأصعدة. لذلك، فإن العمل على هذه المبادئ في الوقت الراهن ومواصلة دعم التعليم والثقافة من شأنه أن يحقق الاستقرار والازدهار للمملكة في المستقبل.
تعليقات