ديالى تتصدر المشهد: الحراك الشعبي يكشف نفوذ المال الانتخابي ويُرسل رسالة قوية إلى بغداد

ديالى: مخالفات في الدعاية الانتخابية المبكرة

أعلن الحراك الشعبي في محافظة ديالى، اليوم الثلاثاء (23 أيلول 2025)، عن اكتشافات غير متوقعة تتعلق بالدعاية الانتخابية المبكرة، حيث أرسل ثلاث رسائل عاجلة إلى الحكومة المركزية وهيئة النزاهة ومفوضية الانتخابات.

حملة دعاية مبكرة

صرح رئيس الحراك الشعبي في ديالى، عمار التميمي، لـ”بغداد اليوم”، بأن العديد من القوى السياسية بدأت منذ أسبوعين في تنفيذ حملة مكثفة للترويج عبر نصب البوسترات الدعائية، رغم عدم إعلان المفوضية عن بدء فترة الدعاية. وقد امتلأت الشوارع والتقاطعات ومراكز المدن وحتى القرى بالملصقات، مما جعل المشهد يبدو كأنه غزو منظم.

ويضيف التميمي، بأن أحد المرشحين قد نصب أكثر من 1000 بوستر، حيث تراوحت تكلفة الواحد منها بين 300 إلى 500 ألف دينار، مما يعني أن حجم الإنفاق تجاوز الملياري دينار، وقد شمل هذا الإنفاق البوسترات والمهرجانات والولائم. وهذا الأمر يثير العديد من التساؤلات حول مصادر هذه الأموال الضخمة.

كما أشار إلى أن الحراك الشعبي قد تقدم بطلب رسمي إلى هيئة النزاهة والمفوضية والحكومة المركزية، مناشداً بضرورة وضع حد لهذه الممارسات التي تخالف القانون بشكل واضح، خاصة في ظل استغلال بعض القوى لعلاقاتها مع الوزارات للحصول على خدمات كهربائية ومشاريع في بعض المناطق بغرض تحقيق مكاسب انتخابية.

أوضح التميمي أن ما يحدث في ديالى يثير القلق ويستدعي اتخاذ موقف قوي من الجهات المعنية، عبر فتح تحقيق عاجل في مصادر التمويل الانتخابي، ومنع استغلال مشاريع الدولة لتلبية مصالح انتخابية خاصة. لطالما اشتكى سكان ديالى من استخدام موسم الانتخابات لتصفية الحسابات السياسية وتبادل الاتهامات بين القوى المتنافسة، بينما يكون الاهتمام بالخدمات والتنمية مستبعدًا.

وفي كل دورة انتخابية تقريباً، تظهر اتهامات باستغلال المال السياسي، وإغراق الشوارع بالدعاية المبكرة قبل المواعيد الرسمية التي تحددها المفوضية العليا للانتخابات. إن ما كشفه الحراك الشعبي عن إنفاق مليارات الدنانير على بوسترات ومهرجانات انتخابية قبل البدء الرسمي للدعاية، قد يعكس اتجاهاً خطيراً في طبيعة المنافسة الانتخابية، حيث يتحول الإنفاق غير المشروع إلى وسيلة ضغط تُستخدم لإقصاء المرشحين المستقلين أو القوى الصغيرة.