حزب الله: تناقضات العداء والتودد تجاه السعودية

علاقة حزب الله بالمملكة العربية السعودية

يُظهر “حزب الله” اللبناني منذ انطلاقته وحتى الآن عداءً واضحًا تجاه دول الخليج العربية، وخصوصًا تجاه المملكة العربية السعودية. حيث زرع الحزب خلاياه في هذه الدول وسعى مرارًا لتقويض أمنها، بدءًا من التفجيرات التي شهدتها مكة المكرمة في عام 1989، وصولًا إلى عمليات القتل التي طالت دبلوماسيين سعوديين في سفارات عدة، بالإضافة إلى تفجيرات “أبراج الخبر” عام 1996 وغيرها، مما يؤكد موقفه العدائي المتواصل. واستمرارًا لهذا النهج، برزت أعمال عنف في البحرين في عام 2011، وجرائم إبادة جماعية بحق الشعب السوري في السنوات من 2011 إلى 2024.

التأثير الإيراني على حزب الله

يعتبر “حزب الله” ذراعًا عسكرية لإيران، التي تسعى لفرض أفكار ثورة الخميني في المنطقة، مما يجعله يستجيب لأوامر طهران، رغم ادعاءات أمينه العام باستقلاليته. إن الطموحات الإيرانية غير القابلة للتنازل تعزز من موقف الحزب العدائي تجاه دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. تصريحات مسؤولي الحزب تعكس هذا الكره، ولا تدع مجالًا للشك بأنهم سيسعون للاستفادة من أي فرصة قد تضر بالمملكة.

ومع تراجع نفوذ الحزب بسبب الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وارتفاع وتيرة الحديث عن نزع سلاحه، جاء التصريح من الأمين العام نعيم قاسم الذي عرض فيه يد الحوار للمملكة وفتح صفحة جديدة. هذا التصريح يتطلب التأمل، إذ يُظهر محاولة الحزب للتهدئة مؤقتًا في ظل ظروف صعبة، مع ضماناته بأن يقف ضد إسرائيل. ومع ذلك، تظل كراهيته متأصلة، وما يراه مؤقتًا قد يتحول إلى عودة للممارسات العدائية إذا ما أُعيد الوضع إلى طبيعته.

المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ليست ساذجة للغرق في تلك المخاوف، فالصراع التاريخي مع “حزب الله” يُظهر أن هذا التنظيم لن يتوقف عن محاولاته الإضرار بدول المنطقة. ورغم أن إسرائيل تُعتبر العدو الأكبر، إلا أن الحزب الإيراني يظل يشكل خطرًا لا يُستهان به. تدعو المملكة ودول الخليج إلى الحذر من أساليب “حزب الله” مدعومًا بإيران، سائلاً الله أن يحفظ هذه الدول من أذى الصهاينة ومكائد هذا الحزب.