الطائف في تاريخ المملكة العربية السعودية
تعتبر الطائف واحدة من الأحداث البارزة في تاريخ الدولة السعودية، إذ كانت لها دلالات كبيرة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز الذي اتخذها مصيفًا ومقرًا لإقامته. وقد أسس قصر شبرا كمركز للأحداث المهمة، حيث استقبل فيه الوفود وشهدت ولادة عدد من أبنائه وأحفاده. كما كانت عشيرة والمويه محطتين مهمتين لاستراحاته خلال رحلاته من الرياض إلى مكة، حيث أنشأ فيهما مساجد لا تزال شاهدة على تلك الفترة، مما يدل على حرصه على تعزيز العمارة الدينية وتسهيل راحة المواطنين والضيوف.
الرمز الثقافي للطائف
لم تكن الطائف مجرد مصيف ملكي، بل كانت أيضًا موطنًا لكثير من الأحداث التاريخية، حيث التقى كبار المواطنين في 10 أغسطس 1932، ورفعوا برقية للملك عبدالعزيز تطلب تغيير اسم الوطن إلى المملكة العربية السعودية. وقد صدر الأمر الملكي بتاريخ 17 مايو 1932، ليعلن توحيد المملكة باسمها الجديد في 23 سبتمبر 1932، وأصبح هذا اليوم مناسبة وطنية يحتفل بها السعوديون في كل عام.
استمرت الطائف بجذب أهالي مكة وجدة والمدينة والرياض، حيث كان مناخها المعتدل محط أنظار الكثيرين، مما زاد من حركة البيع والشراء بين المصطافين. وقد شهدت القصور الملكية أحداثًا مهمة، حيث اتخذ بعض الأمراء مساكن لهم بالقرب من قصر شبرا، مثل قصر البيهات وقصر رغدان. كما استقبل الملك عبدالعزيز ابنه الملك سعود بعد إحدى المعارك بنجاح في عام 1934، وأقيمت مراسم استقبال كبيرة في القصر.
شهدت الطائف ولادة عدد من أبناء وأحفاد الملك، كما استمر أبناؤه الملكيون على النهج نفسه من خلال اعتماد الطائف كمصيف صيفي. وقد كانت اللقاءات مع الأهالي وشيوخ القبائل جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الملوك، حيث استمعوا لشؤونهم ووزع الملك عبدالعزيز المساعدات المالية والمواد الغذائية عليهم.
أثناء سفره من الرياض إلى مكة، مر الملك عبر المويه وعشيرة وأنشأ مسجداً في كل منهما، حيث كانت تلك المواقع بمثابة محطات مهمة على الطريق بين الطائف والرياض. وموقع المسجد في المويه لا يبعد سوى نحو 60 متراً عن قصره، وتضم هذه المحطات مجموعة من المرافق الضرورية. في حين كان الملك يقضي الصيف في الحوية ذات المناخ المعتدل، حيث استمر قصر شبرا في كونه مقر إقامته.
على مدار العقود الماضية، ظلت الطائف رمزًا للأفراح والزيارات الملكية، حيث استقبل الملوك ضيوفهم بحفاوة وسرور، وواصلوا السير على نهج الملك عبدالعزيز في خدمة المواطنين والمشاركة في احتفالاتهم.
تعليقات