في الساعات الأخيرة على منصة «فيسبوك»، انتشرت مبادرة تهدف إلى استنساخ الأسورة الفرعونية الذهبية التي فقدت من المتحف المصري في بداية الشهر الحالي. حيث قامت مجموعة من الشباب المصري بإحياء هذه القطعة بطريقة مبتكرة، حيث قامت مصممة إكسسوارات بتصنيع نسخة جديدة من النحاس المطلي بالذهب، وتزينها بحجر اللازورد الأزرق، المعروف بأنه يمثل الخلود والحكمة عند المصريين القدماء. لم يكن الهدف من هذه النسخة هو بيعها وتحقيق الأرباح فحسب، بل كان الدافع الأهم هو إحياء الروح الفرعونية ونقلها إلى الناس.
أوضحت مريم، المصممة التي تقف وراء فكرة تصنيع وبيع الأسورة الذهبية الفرعونية، عبر صفحتها على فيسبوك: «لا أسعى لتحقيق الربح من هذه المبادرة، بل أسعى لنشر الثقافة». وذكرت «لا أريد كسب المال، بل أريد أن يرتدي المصريون جميعًا هذه الأسورة». تكشف هذه الكلمات عن البعد الوطني للمبادرة، حيث تعكس جهود مقاومة ضياع التراث وتأكيد الارتباط بتاريخ البلاد.


الأسورة الفرعونية المفقودة
لم تكن الأسورة الفرعونية التي كانت تعرض في المتحف المصري مجرد قطعة ذهبية مصنوعة باحتراف، بل كانت دليلًا حيًا على براعة المصريين القدماء في فنون الصياغة والتزيين. ترجع هذه القطعة إلى عصر الملك أمنموبى من الأسرة الحادية والعشرين قبل حوالي ثلاثة آلاف عام، وهي تمثل رمزًا للجمال والقوة والخلود، حيث صممت لتكون خالدة في ذاكرة الحضارة.
أظهرت التحقيقات أن أخصائية الترميم بالمتحف استغلت وجودها هناك في 9 سبتمبر لاستغلال الظرف وسرقة الأسورة بطريقة ماكرة، حسب بيان وزارة الداخلية. وكشفت التحقيقات أن المتهمة تواصلت مع أحد معارفها، صاحب محل فضيات، حيث تم بيع الأسورة الذهبية مقابل 180 ألف جنيه، ومن ثم تم بيعها إلى صاحب مسبك ذهب الذي صهرها لتجنب التعرف عليها، مما أدى إلى طمس معالمها الأثرية.
أحالت وزارة السياحة والآثار الحادث إلى وزارة الداخلية والنيابة العامة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة متخصصة لتفقد جميع المقتنيات الموجودة في معمل الترميم.
من هنا، تتضح أهمية المبادرة التي تسعى إلى إحياء التراث التاريخي والحضاري من خلال التصنيع المحلي والعملي، لتخلق رابطًا بين الماضي والحاضر.
تعليقات