العرضة السعودية كرمز وطني
أكدت دارة الملك عبدالعزيز أن العرضة السعودية تمثل رمزًا وطنياً جذرياً منذ فترة الملك المؤسس، ليست مجرد تقليد شعبي بل تعكس قيم الفروسية والشجاعة وتعزز الشعور بالانتماء الوطني. لطالما شهدت العرضة مشاركة الملك عبدالعزيز مع أبنائه وأفراد المجتمع، مما يعكس تلاحم القيادة والشعب في المناسبات المختلفة.
رمز الفخر الوطني
أوضحت دارة الملك عبدالعزيز في حديثها مع «عكاظ» أن العرضة كانت تُقام في مختلف الفعاليات سواء كانت رسمية أو شعبية. على سبيل المثال، في فبراير من عام 1931م، أُقيمت عرضة أمام قصر الملك في مكة، حيث شارك الأهالي في فعالية حماسية ترددت خلالها الأبيات الشعرية على أنغام الطبول والسيوف، بينما كان الملك يتابع هذا الحدث التاريخي بعناية.
كذلك، ارتبطت العرضة بشكل كبير بالمناسبات الرسمية، مثل الحفلات واستعراضات الجيش. في 6 مارس من نفس العام، تقدم الأمراء حاملين سيوفهم وألقوا قصائد حماسية أمام الملك في مكة، مما يدل على مدى ارتباط العرضة بالقدرة العسكرية ومشاعر الوطنية.
امتدت فعاليات العرضة لتشمل الأعياد والمناسبات الشعبية، حيث تم تنظيم عدد من الفعاليات الترفيهية. واحدة من أبرز هذه المناسبات كانت في 9 أغسطس 1937م، عقب سباق للفروسية بالقرب من الرياض، إذ تجمع الأهالي من جميع الأعمار لإحياء العرضة، مما جعل الأسواق تغلق واحتشدت الجموع، ولم يقتصر الأمر على الجميع بل حضر الملك وأبناؤه حتى ساعات المساء.
ظلّت العرضة السعودية تعبيرًا حيًا عن هوية المملكة وروحها، ووسيلة متجددة لربط الماضي بالحاضر. لقد أسهم حضور الملك عبدالعزيز وأبنائه في تعزيز مكانة العرضة كرمز وطني خالد يجسد وحدة القيادة والشعب، ويعكس الفخر والاعتزاز بالتراث الثقافي. من خلال هذا التراث، تبقى العرضة رمزًا حيًا لإرث وطني يتوارثه الأجيال.
تعليقات