نتنياهو يتوعد باستهداف “محور إيران”: العراق في دائرة الخطر مع تزايد الفصائل المسلحة

تهديدات إسرائيل وارتباط العراق بمحور إيران

علق الباحث في الشأن الاستراتيجي حسين الأسعد اليوم، الثلاثاء (23 أيلول 2025)، حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي هدد فيها بتدمير ما أسماه بـ”محور إيران” في المنطقة، مشيرا إلى أن العراق قد يكون جزءا من دائرة هذا التهديد.

تصريحات حول المحور الإيراني وتأثيرها على العراق

وفي حديثه لـ”بغداد اليوم”، قال الأسعد إن “تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي تؤكد أن إسرائيل ستنتصر على أعدائها وتسعى لتدمير محور إيران، تحمل دلالات خطيرة على مستقبل التوازنات الإقليمية. فهي تعبر عن توجه إسرائيلي واضح لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في المنطقة، ولا تقتصر على كونها رسائل إعلامية”.

وأضاف أن “العراق يقع ضمن الدائرة التي يتحدث عنها نتنياهو في هذا التهديد، وليس فقط كدولة بشكل مباشر، ولكن من خلال الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران والتي تعمل على الساحة العراقية. هذه الفصائل تُعتبر جزءاً من ما يُعرف بـ(محور المقاومة)، المتكامل مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والفصائل الفلسطينية، مما يجعل العراق نقطة ارتكاز محتملة في أي مواجهة مستقبلية بين إسرائيل وإيران”.

وتابع الأسعد موضحاً أن “العراق كدولة رسمية تحاول الابتعاد عن الصراعات المباشرة مع إسرائيل، وتسعى لتعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية بعيداً عن سياسة المحاور. ومع ذلك، فإن وجود فصائل مسلحة خارج السيطرة الكاملة للدولة يضع العراق في موقف حساس، ويعرضه لتداعيات التهديد الإسرائيلي حتى دون أن يكون طرفاً رسمياً في النزاع”.

كما اختتم الباحث حديثه بالقول، إن “تصريحات نتنياهو تشكل رسالة ردع وتحذيراً لكل الأطراف المرتبطة بإيران، والعراق ليس بعيدا عن تأثيراتها سواء على مستوى الدولة أو الفصائل المسلحة”. على الرغم من محاولات العراق الرسمية للنأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية، إلا أنه يُعتبر، وفقاً لمراقبين، بيئة مؤثرة ضمن “محور المقاومة” بسبب وجود الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران. تلك الفصائل تجعل من العراق ميداناً حساساً يمكن أن يتعرض لضغوط أو استهداف إسرائيلي في حال تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب.

إن تصريحات نتنياهو ليست مجرد رسائل إعلامية، بل تُعتبر دليلاً على توجه واضح في السياسة الإسرائيلية لزيادة الضغط العسكري والسياسي على إيران وحلفائها، بهدف تغيير التوازنات الإقليمية. هذا التوجه قد يزيد من مستويات التوتر في العراق، سواء من خلال العمليات العسكرية المباشرة أو الاستهداف غير المباشر للفصائل المسلحة، مما يضع الحكومة العراقية في موقف حساس بين الحفاظ على سيادتها وتجنب الانزلاق إلى صراعات خارجية.