“ورث” يوسع نشاطاته في ألبانيا ويعزز وجوده المحلي

المشاركة الثقافية السعودية في تيرانا

ساهم المعهد الملكي للفنون التقليدية (وِرث) في الفعاليات الثقافية التي أقيمت في العاصمة الألبانية تيرانا خلال الفترة من 16 إلى 20 سبتمبر، حيث تم تنظيم الحدث في مبنى الكونغرس “قصر المؤتمرات” بالتعاون مع وزارة الثقافة. تأتي هذه المشاركة لتجسد العلاقة المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألبانيا، كما تعكس جهود المملكة في تعزيز التبادل الثقافي والفني مع دول العالم، عبر تقديم صورة حية للفنون التقليدية السعودية الغنية وتاريخها العريق.

التبادل الثقافي العربي الألباني

توزعت مشاركة “وِرث” على أربع محطات رئيسية جذبت اهتمام الزوار والحضور. المحطة الأولى كانت من خلال “تجربة الهوية الصوتية”، حيث تم دمج الإيقاعات الموسيقية السعودية والألبانية في عرض تفاعلي يظهر القواسم المشتركة بين الموروث الموسيقي لكلا الشعبين، مقدمًا للزوار فرصة تجربة تمازج الأصوات والإيقاعات في لوحة فنية واحدة. المحطة الثانية تمثلت في “لوحة النسيج التفاعلية (السدو)”، والتي دمجت زخارف السدو السعودي المميزة بالسجاد الألباني التقليدي، لتخرج لنا عملاً يحمل عنوان “ذاكرة مشتركة”، مما يدل على تداخل الإبداع البشري عبر الثقافات المختلفة.

أما في المحطة الثالثة، فقد قدم “متجر وِرث” مجموعة فريدة من المنتجات الفنية التي تتميز بأعمال يدوية من قبل الطلاب ورجال الأعمال في مجال الفنون التقليدية، مما يعكس مزيجاً من الأصالة والابتكار، ويظهر الدور الحيوي الذي يضطلع به المعهد في دعم المواهب الوطنية وتشجيع الإبداع. المحطة الرابعة سلطت الضوء على المعرفة والتفاعل، حيث أتاحت للزوار الفرصة للاطلاع عن كثب على التفاصيل الدقيقة للحرف اليدوية التقليدية السعودية والتفاعل مع أدواتها وتقنياتها، مما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ عليها وتطويرها.

تزامنت مشاركة “وِرث” خلال الأسبوع الثقافي السعودي مع إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، مما يزيد من قيمة الحدث، حيث تأتي هذه المشاركة في إطار الجهود الوطنية الرامية لدعم وتمكين الحرفيين والطلاب، وتعزيز دور الحرف اليدوية في تشكيل الهوية الثقافية السعودية، ورفع مدى انتشارها كجزء من التراث الإنساني المشترك.

يمثل المعهد الملكي للفنون التقليدية “وِرث” واحدة من أبرز الجهات الوطنية المعنية بإعادة إحياء الفنون التقليدية السعودية والحفاظ عليها، حيث يسعى المعهد للحفاظ على أصول هذه الفنون، وتقدير المتميزين من روادها، وإثراء الساحة المحلية والدولية بإبداعاتها، فضلاً عن تشجيع المهتمين على تعلمها وتحسين مهاراتهم في ظل متطلبات العصر. من خلال مشاركاته المتواصلة في الفعاليات الدولية، يسعى المعهد إلى تقديم الثقافة السعودية كمنصة بارزة وداعمة رئيسية لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الثقافة كدعامة أساسية للتنمية المستدامة والتواصل بين الشعوب.