نبيل أبوالياسين: القيادة السعودية تعيد رسم معالم السياسة العالمية بمهارة وإبداع

التحول السعودي في الصراع العربي الصهيوني

في لحظة تاريخية فارقة ضمن سلسلة الأحداث في الصراع العربي الصهيوني، حيث تنهار نظم العالم القديم تحت تأثير الجرائم المرتكبة في غزة، يظهر قيادي حكيم يقود دفة معركة السياسة بمهارة نادرة. في بيان صحفي تاريخي نشر اليوم، صرح “نبيل أبوالياسين”، رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان والباحث في الشؤون العربية والدولية، بأن العالم يشهد زلزالاً سياسياً يضع أركان النظام الدولي العاجز في موضع الانحناء، حيث تنطلق المملكة العربية السعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان في تحول تاريخي نحو نصرة الشعب الفلسطيني. هذه البراعة السياسية وتلك الهدوء الذي سبق العاصفة الدبلوماسية كلاهما يؤكد أن هناك قيادة عالمية تعرف متى تتحدث ومتى تتخذ خطوات لتحريك موازين القوى. وأضاف أن المؤتمر السعودي الفرنسي التاريخي في نيويورك يعتبر الإنجاز الدبلوماسي الأبرز في القرن الواحد والعشرين.

المهارة الدبلوماسية السعودية

وأكد “أبوالياسين” أن القيادة السعودية أظهرت مهارات استثنائية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث انتقلت من دائرة الدعم التقليدي إلى القيادة الفعلية للملف عالمياً. ولفت إلى أن رؤية ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، تجلت في التوقيت المدروس الذي ساعد على تحريك المصير الفلسطيني، بالإضافة إلى التحالف الاستراتيجي المثمر مع فرنسا والذي أسهم في حشد تأييد غير مسبوق من الدول. وأشار إلى أن “الصمت الرزين” الذي انتقده البعض كان في الواقع مؤشراً على تخطيط استراتيجي عميق، حيث تدرك المملكة أن المعارك الكبرى تُكسب بالتخطيط المدروس وليس بالتصريحات الإعلامية.

وشرح “أبوالياسين” أن التحذير الرسمي السعودي لإسرائيل بعدم تجاوز “الخط الأحمر” بخصوص ضم أي جزء من الضفة الغربية يمثل نقطة تحول نوعية في السياسة السعودية. كما أضاف أن المملكة لم تكتف بإصدار التحذيرات الدبلوماسية، بل قامت بربطها بعواقب ملموسة، بما في ذلك إمكانية إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية، وإنهاء أي احتمالات للتطبيع. وشدد على أن هذه اللغة الحاسمة أصبحت ذات قيمة كبيرة بفضل القوة السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة حالياً.

كما أشار “أبوالياسين” إلى أن المؤتمر الدولي المنعقد برئاسة سعودية-فرنسية في الأمم المتحدة يمثل تتويجاً لجهود دبلوماسية متواصلة، حيث أن قدرة المملكة على جمع قادة العالم تحت سقف واحد لبحث حل الدولتين تُعتبر دليلاً على مكانتها الدولية المرموقة. وأضاف أن هذا المؤتمر لم يعد حدثاً شرفياً بل أصبح منصة فاعلة تضع جدولاً زمنيًا لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، متفوقاً على عقود من تأجيل المبادرات الأمريكية.

وأشار “أبوالياسين” إلى أن الموقف السعودي الحالي هو امتداد لإرث عميق من دعم القضية الفلسطينية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود. وذكّر بأن المملكة كانت تاريخياً حاضنة للقضية الفلسطينية وداعماً رئيسياً للشعب الفلسطيني. إن هذه القيادة تحت إشراف الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده تجسد التحول من سياسة الدعم التقليدي إلى قيادة دولية فعالة تحدث تغييراً في موازين القوى لصالح الحق الفلسطيني.

وختم “نبيل أبوالياسين” بيانه بالإشارة إلى أن القيادة السعودية تحت إشراف الأمير محمد بن سلمان تقدم للعالم درساً حقيقياً في فن السياسة. لقد أثبتت أن القوة تكمن في التخطيط والإستراتيجية وليس في الضجيج الإعلامي. الرسالة التي تحملها الرياض اليوم واضحة: لقد انتهى زمن السيطرة الأمريكية المنفردة على القضية الفلسطينية، وبدأت مرحلة جديدة في الشرق الأوسط تبرز من خلال معاناة الشعوب، في ظل قيادة سعودية تسعى لتحقيق السلام والعدل. إلى الحكام العرب، يجب أن يكون الدعم لهذه القيادة جزءاً من التوجه الصحيح، بينما أولئك الذين يتجاهلون ذلك سيجدون أنفسهم خارج ركب الأمة. وإلى الشعب الفلسطيني، إن معركة الحقوق قد دخلت مرحلة حاسمة، بقيادة من يعرف كيف يكتب التاريخ بأحرف غير قابلة للنسيان.