اعترافات بفلسطين وتأثيرها على العلاقات الدولية
في خطوة تهدف إلى تهدئة مشاعر الإسرائيليين الذين يعبرون عن غضبهم بعد قبول لندن للاعتراف بفلسطين، أشار رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية يعود بالنفع أيضاً على إسرائيل. في مقال خاص نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أبدى ستارمر وعيه بأن قراره قد يثير قلقاً لدى كثير من الإسرائيليين، وأكد كمحب لإسرائيل رغبته في توضيح أن هذه الخطوة تشكل قفزة نحو السلام والتطبيع. كما اعتبر أن الاعتراف هو رفض للمتطرفين الذين يسعون لتدمير إسرائيل ويخططون لطرد الفلسطينيين من أراضيهم.
في مواجهة نقد ساسة الاحتلال والعديد من المراقبين الإسرائيليين، أوضح ستارمر أن دعوته لحل الدولتين لا تعني تقديم “هدية لإرهابيي حماس”، بل هي دعوة لعكس رؤية الكراهية التي ينتهجها هؤلاء. وتعهد بأن يكون دور حماس في المستقبل معدومًا. وأضاف بأن دولة فلسطين المستقبلية يجب أن تكون منزوعة السلاح، وهو ما أكد عليه أيضًا الرئيس محمود عباس.
دلالات الاعترافات الدولية
لا يزال التساؤل قائماً حول ما إذا كان نشر مقال ستارمر في صحيفة عبرية مركزية هو بمبادرة من المحررين أو نتيجة لرغبة ستارمر في امتصاص غضب الأصدقاء الإسرائيليين. من الممكن أن تكون هذه الخطوة أيضاً رسالة للعامة في بريطانيا، خاصة في ظل الانقسام حول فكرة الاعتراف بفلسطين، مما يعكس محاولة من ستارمر لتبرير هذا الانضمام وتقليل التأثير السلبي على الشارع الإسرائيلي.
انتقد العديد من القادة الإسرائيليين الدول الغربية، حيث وصف بنيامين نتنياهو اعتراف فلسطين بأنه “هدية للإرهاب”. تعكس هذه التصريحات حيرة نتنياهو إزاء استجابة إسرائيل لهذا الاعتراف، خاصة مع تقييمه لعواقب عملية الضم التي قد تؤثر على وضع إسرائيل الدولي وتزيد من عزلتها.
وعلى صعيد آخر، يعبر الكاريكاتير في صحيفة “هآرتس” عن الحالة النفسية السائدة في إسرائيل، حيث يظهر نتنياهو وهو يحتفل بحبة تفاح من دون عسل، مما يعكس خيبة الأمل بفضل التقارب الدولي مع فلسطين. في السياق نفسه، ترى المعارضة الإسرائيلية في هذه الاعترافات فشلاً ذريعًا لحكومة الاحتلال، بينما يشير مراقبون إلى وجوب النظر في الإجراءات التي تؤدي إلى مثل هذه الاعترافات بدلاً من توجيه اللوم للعالم الخارجي.
في الجهة الأخرى، رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بهذه الاعترافات، معتبرين أنها تعكس حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال بعد مسيرة طويلة من النضال. ومع ذلك، تسود حالة من التوجس في الشارع الفلسطيني حيال تأثير هذه الاعترافات على الأرض، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة.
تعليقات