غزة تُغرقنا بواقعها، والمخاطر الأخرى تهدد وجودنا: هل نُفيق قبل فوات الأوان؟

حذّر اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي، إسحاق بريك، من خلال مقال له بصحيفة معاريف، من المخاطر المتزايدة التي تواجهها إسرائيل على المستوى الإقليمي، مشيراً إلى أن البلاد مشغولة حالياً بالاستنزاف العسكري في غزة دون استعداد لمواجهة التحديات الأخرى على الأصعدة الداخلية والخارجية. ويُبرز الكاتب أن التصريحات المتعلقة بتحقيق انتصارات سريعة ضد حركة حماس وحزب الله، وتوقعات استقرار العلاقات مع مصر والأردن، لا تعكس الواقع المتعلق بالتهديدات الوجودية القائمة التي لا يمكن تجاهلها. ويصف الوضع الحالي بقوله إن “الأرض تهتز تحت أقدام إسرائيل”، بينما تحاول الحكومة تسويق انتصارات غير واقعية للجمهور الإسرائيلي.

في سياق مواز، أشار بريك إلى أن حزب الله، رغم الأضرار التي لحقت به، قد واصل جهود إعادة بناء قوته العسكرية بسرعة. واستشهد بتقارير استخباراتية أمريكية تفيد أن الحزب قد استعاد حوالي 25% من بنيته العسكرية والمدنية خلال شهر واحد، مشيراً إلى أن الهدوء الحالي على الجبهة الشمالية يُعتبر تكتيكاً لإعادة التموضع وتعزيز الإمكانيات.

أما بالنسبة للتحولات الأخيرة في سوريا، فقد رأى بريك أنها أنتجت واقعاً أكثر تعقيداً وخطورة، حيث إن التعاون العسكري بين تركيا ودمشق قد تطور ليشمل قواعد عسكرية مشتركة وتدريبات وإمدادات لوجستية، ما يعرض إسرائيل لمنافس إقليمي لديه جيش كبير يعد ثاني أكبر جيش في حلف الناتو. وأكد أن التهديد من الجانب التركي قد أصبح واقعاً وليست مجرد تصريحات سياسية، حيث تواصل الأراضي السورية تكوين وجود تركي مباشر.

كما ينبه الكاتب إلى أن الحدود الشرقية بين إسرائيل والأردن، والتي تزيد مساحتها عن 300 كيلومتر، يمكن أن تتحول إلى جبهة مشتعلة غير متوقعة. وإلى جانب ذلك، يرى أن السلام مع مصر لم يعد أكثر من “اتفاق ميت” على الورق، حيث يقوم الجيش المصري في سيناء بتكثيف وجوده بأعداد تفوق تلك المسموح بها بموجب اتفاقية كامب ديفيد، مستعداً لما قد يحدث من مواجهات مع إسرائيل.

في النهاية، يؤكد بريك أن المجهودات المستمرة لإسرائيل في غزة قد جعلتها تتجاهل المخاطر المتزايدة المحيطة بها، محذراً من أنها ستجد نفسها عاجزة عن مواجهة موجة من الانفجارات الإقليمية إذا استمر هذا النهج المفرط في الانشغال بالمشكلات المحلية مع الأعداء الأكثر ضعفاً. هذه الاستراتيجية قد تتركها غير قادرة على التعامل مع المتغيرات المفاجئة التي تهدد استقرارها في أوقات حرجة.

إسحاق بريك: استنزاف غزة يغفل بقية المخاطر الإقليمية

تستمر تحذيرات إسحاق بريك بشأن الانعكاسات الخطيرة للاهتمام المفرط في غزة، مع ما يعكسه من تفاقم للمخاطر المحيطة بإسرائيل. هذا المقال يُبرز أهمية الوعي بالتحديات الإقليمية المتزايدة والتأهب لمواجهتها قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها.

التحديات الجيوسياسية والميادين الملتهبة

تتوزع التحديات حول إسرائيل، من حزب الله في الشمال إلى التوترات الوجودية مع الجيوش المجاورة، مما يتطلب رؤية أشمل وأكثر استجابة لكافة هذه المخاطر. إن الوضع الحالي يشير إلى ضرورة وضع استراتيجيات شاملة قادرة على مواجهة التهديدات بشتى أنواعها، بما يعزز من قدرة إسرائيل على الحفاظ على أمنها وسلامتها في ظل هذه الأوضاع المعقدة.