الإسورة الأثرية تلتقي مع العصر الرقمي: كيف تغير التكنولوجيا وجه التراث؟

التحول الرقمي في مجال الآثار

إننا نمتلك كنوزًا أثرية تتنوع وتختلف عبر العصور، ومن الصعب تنظيمها أو حصرها دون الاستفادة من تقنيات الرقمنة الحديثة. عمليات الصيانة والترميم لهذه الكنوز تتطلب أيضًا الاعتماد على أدوات الرقمنة لتحقيق الدقة المطلوبة. ورغم التكاليف الكبيرة التي تترتب على التحول إلى الرقمنة، ينبغي أن نعتبر ذلك ضرورة وليس خيارًا يمكن تأجيله.

الانتقال إلى العصر الرقمي في جميع المجالات

التحول الرقمي لم يعد مقتصرًا على مجال الآثار فقط، بل شمل جميع مجالات الحياة، وأصبح أمرًا ملحًا. التأخير في تطبيق هذا التحول يعني مزيدًا من التخلف عن تحقيق النهوض المجتمعي. ومن المهم أن ندرك أن الدول في جميع أنحاء العالم، سواء كانت متقدمة أو نامية، تجاوزت مرحلة الرقمنة، حيث قامت بمعالجة مشكلات عديدة وتبنت الذكاء الاصطناعي كجزء من نمط حياتها اليومية. ورغم الفوائد، هناك مخاوف قائمة من التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي، مثل فقدان بعض الوظائف واستبدال البشر بالآلات.

لا يزال التحول إلى الرقمنة في حياتنا اليومية متأخرًا، على الرغم من بعض الخطوات التي تم القيام بها. يتعين علينا إدراك أن البيروقراطية القديمة ما زالت تعيق التقدم، والإصرار على التمسك بها سيؤدي إلى خسائر جسيمة. العديد من القائمين على الأمور في المستويات الإدارية الوسطى يبدون مقاومة للتغيير، مفضلين نماذج العمل التقليدية على الأساليب الحديثة.

هذا الوضع أكدته تصريحات وزير السياحة والآثار عندما أشار إلى رفض بعض خبراء الترميم لتركيب كاميرات مراقبة في غرفة الترميم بالمتحف المصري. وموقفهم يعكس عدم الرغبة في الشفافية والمهنية، مما يسهم في تدهور مستوى العمل في هذا القطاع الحيوي.

حادثة سرقة الإسورة الأثرية تعد جرس إنذار لتنبيه الجميع بأهمية التحول الرقمي، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير. يجب أن تنفذ خطة شاملة تقوم على تقييم الوضع الحالي وتطبيق أحدث الابتكارات لحماية هذا التراث الثمين.