السعودية وفرنسا تتعاونان في الأمم المتحدة لتعزيز دعم حل الدولتين

قمة باريس والسعودية لدعم حل الدولتين

تستعد كل من فرنسا والسعودية لاستضافة قمة تُجمع فيها عشرات من زعماء العالم يوم الاثنين، بهدف تعزيز الدعم لحل الدولتين. ومن المرجح أن يعترف عدد من المشاركين رسمياً بدولة فلسطينية، وهو ما قد يثير ردود فعل قوية من إسرائيل والولايات المتحدة.

رغم أن القمة قد ترفع من معنويات الفلسطينيين، إلا أنه من غير المتوقع أن تثمر عن تغييرات فعلية، حيث أكدت الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل أنه لن تُقام دولة فلسطينية في ظل تصاعد الصراع ضد حركة حماس في غزة. وقد فشلت المساعي التي بُذلت على مدار عقود لتحقيق حل الدولتين، وسط دوامات مستمرة من العنف. ووصف مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، القمة بأنها “سيرك”، معلناً أن إسرائيل والولايات المتحدة ستقاطعان الحدث.

تأكيد الدول الأوروبية على الاعتراف بدولة فلسطينية

في الأيام الأخيرة، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها بدولة فلسطينية، ومن المتوقع أن تتبع فرنسا وست دول أخرى هذا النهج. ومع ذلك، لا يتوقع أن تتحذو جميع الدول الأوروبية نفس الخطوة، حيث أعربت إيطاليا عن مخاوفها من عواقب مثل هذا الاعتراف، بينما أكدت ألمانيا أن ذلك قد يقوض الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل تفاوضي مع إسرائيل.

في سياق متصل، تدرس الحكومة الإسرائيلية إمكانية الرد على الاعترافات عبر ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، مع اتخاذ خطوات دبلوماسية ضد باريس على صعيد العلاقات الثنائية. ومع ذلك، قد يكون لهذه الخطوات نتائج عكسية، مما يؤدي إلى استياء دول رئيسية مثل الإمارات، التي تعتبر قوة نفطية ومركزاً تجارياً دبلوماسيًا مهمًا في المنطقة. حيث أكدت الإمارات، التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، أن هذه الاعترافات قد تقوض روح تلك الاتفاقيات.

وفي وقتٍ سابق، اعترفت النرويج بدولة فلسطينية بالتعاون مع إسبانيا وأيرلندا، لكن وزير الخارجية النرويجي أبدى تحفظات حيال الاعترافات الجديدة، مشيراً إلى أن الدعم السياسي لحل الدولتين هو في مستويات غير مسبوقة، بينما الوضع على الأرض أسوأ من أي وقت مضى.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي أن القمة تمثل خطوة رمزية تؤكد التزام فرنسا بحل الدولتين. ومع الضغوط المتزايدة، يتزايد الشعور بضرورة التحرك العاجل قبل أن تتلاشى فكرة حل الدولتين إلى الأبد. في الوقت نفسه، يستمر الفلسطينيون في الفرار من العنف، ويعرب البعض عن شكوكهم في قدرة الاعترافات الدولية على إحداث تأثير على القضايا المطروحة، في ظل الأوضاع المعقدة على الأرض.

في تل أبيب، يشعر العديد من الإسرائيليين بالاستياء حيال ما يعتبرونه حقائق تاريخية عندما رفض الفلسطينيون عدة فرص لإقامة دولتهم. مستشارون سياسيون يعتقدون أن الاعترافات التي سيتم إعلانها في قمة نيويورك قد لا تتجاوز كونها رمزية، دون أن تحدث ضغطاً حقيقياً على الحكومة الإسرائيلية.