التبادل الثقافي بين المملكة والصين: نحو عالم متنوع ومتعاون من خلال أمثلة ملهمة للتعايش والإثراء المتبادل
التعاون الثقافي السعودي الصيني في 2025
أكد وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن فرحان آل سعود، أن العام 2025 يعد علامة بارزة في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. وأشار إلى أن هذا التعاون يقوم على تقارب الثقافات والنزعة نحو تنمية شراكات استراتيجية في مجالات الثقافة والفنون، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل وتحقيق الأهداف المرجوة. كما يعكس عمق الروابط التاريخية المشتركة بين الشعبين، ويعزز الإرث الثقافي لكل منهما.
التبادل الثقافي بين المملكة والصين
خلال حوار صحفي، أكد الوزير أن التعاون الثقافي بين السعودية والصين يشهد نموًا ملحوظًا بفضل الدعم الثمين من قيادات البلدين. وقد ساعدت الزيارات الرسمية المتبادلة في إرساء روابط ثقافية وتعميم الفهم بين الطرفين، مما يمهد الطريق لمزيد من التعاون المثمر. وأبرز أن رؤية المملكة 2030 ومبادرة “الحزام والطريق” تتيح فرصًا جديدة للاستثمار وفتح قنوات تواصل ثقافي مؤثر بين البلدين.
استعرض الوزير تاريخ العلاقات الثقافية العميقة، مبرزًا كيف ارتبطت مكة المكرمة ومدن سعودية أخرى بطريق الحرير منذ القرن السابع الميلادي، مما أسهم في توثيق التبادل الحضاري بين الثقافتين. ولفت الانتباه إلى أن العلاقات شهدت ازدهارًا خلال العصر العباسي، وأن المنتجات التقليدية مثل الحرير والخزف الصيني أصبحت رائجة في الأسواق العربية، مما ساهم في بناء أسس الاحترام المتبادل.
كما أبرز الجهود الحالية من تنظيم فعاليات ومعارض ثقافية في كلا البلدين والتعاون في مجالات الأدب والفنون. بالإضافة إلى توقيع وزارة الثقافة لبرنامج تنفيذي مع المركز الصيني العربي لدراسات التعاون، مما يعكس التزام الطرفين بتعزيز التعاون الثقافي.
وأشار الوزير إلى جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي كنموذج لإبراز التداخل الثقافي، موضحًا أهمية تعليم اللغات بين الشعبين كوسيلة لتعزيز التواصل الثقافي. وصرح بأن الفنون التقليدية والتقاليد مثل تقديم الشاي والقهوة تعكس قيم الضيافة والترحيب، مما يسهم في تعزيز العلاقات.
وتحدث عن أهمية الثقافة كعامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وكيف يمكن للدولتين استغلال الإرث الثقافي الغني لدعم التبادل والتحاور بين الثقافات. كما استعرض المجالات التي يمكن تعزيزها عبر التعاون الثقافي، بدءًا من السينما والأفلام وصولاً إلى الفنون البصرية والتعليم.
في الختام، أشار إلى أهمية السياحة الثقافية كوسيلة لتعزيز التبادل بين الشعبين، مؤكدًا أن المملكة تضم معالم تاريخية وثقافية غنية تعد نقاط جذب رئيسية للسياح من الصين وباقي العالم. وأكد الوزير أن العلاقات الثقافية التي تتأسس اليوم ستفتح آفاق جديدة للتعاون والتعايش بين كلا الثقافتين.

تعليقات