زيادة خطر الزهايمر لدى النساء
وفقًا للأبحاث الحديثة، تبيّن أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بالرجال، حيث يُمثل النساء ثلثي المصابين بالمرض على مستوى العالم. وعند بلوغ سن الستين، ترتفع احتمالية إصابة المرأة بالزهايمر لتكون ضعف احتمالية إصابتها بسرطان الثدي. استندت الفرضية السابقة إلى فكرة أن ارتفاع متوسط العمر هو ما يفسر الفجوة في نسبة الإصابة بين الجنسين، لكن دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية كينغز بلندن قدمت نتائج تفيد بأن الأسباب أعمق من ذلك بكثير.
زيادة الاحتمالات للتدهور الإدراكي
تظهر الدراسات أن هناك عوامل بيولوجية ونفسية تلعب دورًا كبيرًا في هذا الاختلاف بين الجنسين. النساء تحت تأثير تغييرات هرمونية قد تؤثر على صحة الدماغ، خاصةً بعد انقطاع الطمث. يُظهر التحليل أن التأثيرات الهرمونية والنمط الحياتي المختلف بين النساء والرجال قد تساهم في تحمل النساء لمجموعة من المخاطر التي تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر. هذا الاختلاف يتطلب انتباهاً خاصًا، حيث ينبغي توجيه الجهود للأبحاث المتعلقة بتطوير علاجات تستهدف هذه الفئة من المرضى.
إضافةً إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن النساء يميلن عادةً إلى عيش حياة أكثر اجتماعية ودعماً، وهو ما يُعتبر عامل حماية للدماغ. ومع ما يُعرف بالتراجع الإدراكي، يُعتقد أن تلك الروابط الاجتماعية تستطيع أن تُخفي آثار مرض الزهايمر لفترة أطول، ولكن بمجرد تقليل تلك الروابط، قد يحدث انحدار أسرع في القدرة الإدراكية. نتيجةً لذلك، أصبح من الواضح أن معالجة الفجوة بين الجنسين في تناول الأمراض العصبية بات ضرورة ملحة، لتسليط الضوء على كيفية تأثير البيئات الاجتماعية والمهنية على كل من النساء والرجال.
تقدّم هذه النتائج الهامة دعماً لضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لفهم الطرق التي يمكن من خلالها تقليل مخاطر الزهايمر لدى النساء. في المستقبل، من المهم تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فعالية تأخذ في الاعتبار الخصائص الفريدة لكل من الجنسين؛ إذ إن فهم المتغيرات المؤثرة قد يُحدث فارقاً كبيراً في كيفية تعاملنا مع هذا المرض الشائع في السنوات المقبلة.

تعليقات