الاتفاقية الجديدة بين السعودية وباكستان: مؤشر على تحولات في التحالفات الإقليمية

اتفاقية الدفاع المشتركة بين السعودية وباكستان وأثرها على التوازن الإقليمي

ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورينغ بوست” الصينية أن الاتفاقية الجديدة للدفاع المشترك بين السعودية وباكستان النووية تُشير إلى تزايد الشكوك حول الالتزامات الأمنية الأمريكية في المنطقة، لا سيما في ظل ازدياد المنافسة الاستراتيجية مع الصين، كما أشار لذلك المراقبون. ويعتقد هؤلاء أن الصين سترى في هذه الشراكات خطوة إيجابية وتفتح مجالاً جديدًا لتوسيع مبيعات الأسلحة، رغم أن الديناميكيات الأمنية في المنطقة قد تصبح أكثر تعقيدًا.

الاتفاقية الدفاعية، التي وُقّعت مساء الأربعاء، تُعزز بشكل كبير الشراكة الأمنية الراسخة بين الرياض وإسلام آباد، في وقت تزداد فيه مخاوف دول الخليج من موثوقية الولايات المتحدة كحليف أمني. جاء التوقيع بعد أسبوع من الضربة الجوية الإسرائيلية على قطر، والتي استهدفت قادة من حماس وأدت إلى مقتل ستة أشخاص، ما أثار غضب الدول العربية وزاد من القلق بشأن الاستقرار الإقليمي.

أوضح سون دِغَانغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان في شنغهاي، أن الهجوم جعل السعودية تتشكك في حماية الولايات المتحدة ودفعها للسعي نحو تعزيز استقلالها الاستراتيجي عبر التعاون مع باكستان. وأشار أن الاتفاق يوفر للسعودية فرصة لتنويع مشترياتها العسكرية والحصول على تعزيزات بالدفاع من باكستان، خصوصًا أن الأخيرة تُعد الدولة الإسلامية الوحيدة المسلحة نوويًا.

ورغم تأكيد المسؤول السعودي الكبير على عدم إنجاز باكستان لوعد رسمي بتقديم مظلة نووية للسعودية، فإن الحديث يظل حول شمولية الاتفاقية لمختلف الوسائل العسكرية. واعتبر سون أن تعزيز التعاون الدفاعي بين السعودية وباكستان هو خطوة إيجابية للصين، مما يحقق مصالحها أيضًا في ظل الوضع الراهن.

العلاقة بين الصين والسعودية وباكستان

في سياق العلاقات الدولية، أشار لين لي، الملحق العسكري الصيني السابق في السعودية، إلى أن عدم الاهتمام الأمريكي بالهجوم على قطر جعل الدول الخليجية تعيد التفكير في مدى موثوقيتها، خاصة مع كون قطر حليفًا مهمًا للولايات المتحدة. وتوقع لين أن يؤدي الاتفاق الجديد إلى تحفيز اتفاقيات ثنائية مماثلة في المنطقة في ظل التباين الموجود بموقف الولايات المتحدة.

ذكر أيضًا بأن باكستان، كونها حليفًا نوويًا للولايات المتحدة وشريكًا عسكريًا رئيسيًا للصين، تمنح السعودية القدرة على تحقيق توازن استراتيجي بين القوتين العظميين. وزعم الخبراء أن هذه الخيارات ستكون ضرورية في ظل التنافس المتزايد بين القوى الكبرى، خاصة مع تصاعد المخاطر الدولية.

وفي ظل تصاعد المعارك بين باكستان والهند حول إقليم كشمير المتنازع عليه، يُتوقع أن يؤدي الاتفاق الجديد إلى تعزيز علاقات التعاون الدفاعي وزيادة شراء الأسلحة، مما يمكن أن يُدخل تغييرًا في معادلات الأمن الإقليمي. كما أن تصريحات الخبراء تُظهر أن السعودية تسعى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية من خلال إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأطراف المعنية.