ترامب يُعلق صفقة السلاح الأولى مع الرياض بعد توقيع ولي العهد السعودي اتفاقية نووية مع باكستان

الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان: أبعاد استراتيجية جديدة

أثارت الاتفاقية الدفاعية الثنائية الموقعة بين السعودية وباكستان جدلاً واسعاً حول تداعياتها الاستراتيجية، ويجري الحديث عن احتمالات تعاون نووي وصاروخي، في وقت يركز فيه العالم على الانتخابات الأميركية. تواصل التقارير الاستخبارية والإعلامية تصاعدها حول هذه الصفقة، حيث تعكس رؤى تحليلية تشير إلى أبعاد استراتيجية قد تتجاوز مجرد التعاون الأمني التقليدي.

شراكة أمنية غير تقليدية

كشف تقرير من «تاكتيكال ريبورت» الاستخباراتي عن ملخصات للحوار الذي دار بين ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان خلال اجتماع مغلق في 15 سبتمبر، مما يثير التساؤلات حول مضمونه. وتمحور النقاش حول رغبة باكستان في توسيع نطاق التعاون ليشمل دول مجلس التعاون الخليجي بآلية استراتيجية مشتركة، إلا أن السعودية بدت حاسمة في قرار الإبقاء على الاتفاقية ثنائية. وهذا يأتي في إطار سعي باكستان إلى بناء علاقات أعمق مع دول الخليج لأغراض تنسيق مالي وعسكري.

وفقاً لمعهد واشنطن، قد تكون الاتفاقية بمثابة نقطة انطلاق لإعادة تشكيل المعادلات الإقليمية، حتى في حال تضمنها أبعاداً نووية عند الضرورة. وقد جاءت في وقت يتسم بتوترات جيوسياسية متزايدة، حيث يعكس الهجوم الإسرائيلي على قيادات فلسطينية في الدوحة حالة من اهتمام بعض الأطراف بإنشاء تحالفات دفاعية مستقلة عن الولايات المتحدة.

التصريحات الرسمية من الجانب الباكستاني، بما في ذلك ما ذكره وزير الدفاع خواجة محمد آصف، تشير إلى أن البرنامج النووي الباكستاني قد يصبح متاحاً للسعودية إذا دعت الحاجة، مما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على التوازن الإقليمي. كما أظهرت التقارير أن لدى الولايات المتحدة وعيًا بالتطورات، مع تواصل تم مع الرياض بعد توقيع الاتفاقية، مما أثار نقاشات حول توقيت الخطوة الباكستانية السعودية، خاصة في ظل الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية.

ركّز تحليل آخر على الجانب التسليحي للسعودية، حيث تسعى الرياض للحصول على أنظمة هجومية متقدمة بما في ذلك الطائرات المسيرة، في حين أن هناك أصوات معارضة في الولايات المتحدة تعارض توفير هذه الأسلحة للسعودية في الوقت الراهن بسبب المخاطر على الاستقرار الإقليمي.

كما تناولت التقارير وجود بنى تحتية في السعودية مرتبطة بتصنيع الصواريخ، مشيرة إلى مواقع قد تكون مخصصة للإنتاج أو الاختبار، مما يعيد الذكريات لمحاولات سابقة للتعاون التقني مع دول ذات خبرات متقدمة في هذا المجال. ويستشعر عدد من المحللين أن هذه الاتفاقية قد تفتح المجال أمام خيارات استراتيجية حساسة تضيف تعقيدات جديدة إلى التوازنات في المنطقة.

على الصعيد الإقليمي، قد تؤدي الاتفاقية إلى تغييرات في التحالفات القائمة، حيث تسعى باكستان لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط، بينما تفتح السعودية الأبواب لمواقف أقوى تجاه إسرائيل. ومن المتوقع أن تجد واشنطن نفسها في موقف دقيق بين حماية حلفائها التقليديين والحد من التوترات المتزايدة. كما تشير تقارير إلى إمكانية وجود تجميع للمصالح بين الرياض وإسلام آباد وأنقرة والقاهرة، مما قد يؤدي إلى نوع من التعاون الاستراتيجي غير المعلن في المستقبل.