تحولات مناخية حاسمة في السعودية
تشهد المملكة العربية السعودية في الأشهر المئة المقبلة فترة حرجة بسبب تغيرات مناخية كبيرة تؤثر بصورة مباشرة على حياة نحو 35 مليون مواطن. حيث أشار الخبير المناخي الدكتور عبدالعزيز الحصيني إلى أهمية الاستعداد المبكر لتفادي خسائر كبيرة قد تطرأ على الاقتصاد الوطني.
تغيرات مناخية هامة
وأوضح الحصيني أن فترة المربعانية، المعروفة بجفافها القارس، ستبدأ في 7 ديسمبر المقبل، مما يهيء السعودية لدخول مرحلة من التغيرات المناخية التي ستؤثر على الأنشطة اليومية للمواطنين. هذه التغيرات قد تمس مواعيد النوم واللباس وأسلوب التعامل مع أحوال الطقس الصعبة.
وأشار الحصيني إلى ضرورة التخطيط السليم للمزارعين، حيث يتبقى لهم 23 يومًا فقط لتجهيزات موسم الزراعة. التخطيط المبكر يضمن استغلال الظروف المناخية للاستفادة القصوى وتقليل المخاطر المحتملة. وأكد أحد المزارعين أن هذه المواعيد ستحدث تغييرًا جذريًا في استراتيجيات الزراعة، وتمكنهم من تحسين الإنتاج وتفادي الخسائر، مستندين إلى المعرفة الطويلة الموروثة عن الأجداد.
تمثل هذه التحولات تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية العالمية التي أثرت على الزراعة المطرية والأمن الغذائي في البلاد. فقد شهدت المملكة في الأعوام الماضية تغيرات في أنماط الأمطار، ما أدى إلى تطوير أساليب زراعة ذكية تعتمد على تقنيات حديثة لمراقبة الأمطار والتربة وزيادة الإنتاجية.
من الناحية الاقتصادية، يعتبر الاستعداد المبكر فرصة قوية للاستثمار الزراعي، حيث يمكن للمزارعين مواجهة التحديات المناخية وتحويلها إلى فرص كبيرة، بينما يعبر البعض عن قلقهم تجاه شدة التغيرات المناخية المقبلة.
يؤكد الخبراء أن الفصول الأربعة المقبلة ستحدد مصير السعودية المناخي والاقتصادي، مع إمكانية الانتقال إلى عصر جديد من الزراعة المدعومة بالعلم والتراث. وينصح الحصيني جميع المواطنين بضرورة الاستعداد لمواجهة هذه التغيرات لضمان الأمن الغذائي وتفادي المخاطر الناجمة عنها، مشددًا على أهمية السؤال: “هل أنت مستعد أم ستكون ضحية لهذه التغيرات؟”

تعليقات