مؤتمر “حل الدولتين” برعاية السعودية وفرنسا يطرح حلولاً عملية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مؤتمر “حل الدولتين” برعاية السعودية وفرنسا: آفاق جديدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

يعكس العنف الحالي الذي يواجهه الفلسطينيون تحولًا عميقًا في المسارات السياسية، خاصةً في ظل غياب جهود الدول الإقليمية والدولية لاستئناف مسار السلام العربي-الإسرائيلي. لقد توقف هذا المسار الذي كان يُعزى إليه الكثير من الأمل، حيث أصبحت الممارسات الإسرائيلية تعيق أي تقدم محتمل، مما يدفعنا كمتابعين إلى فقدان الثقة في إمكانية استئناف هذا الحوار في المستقبل القريب. إن الحديث عن توقف طرق التفاوض الأخرى يشير أيضًا إلى ضعف دور الوسطاء، الذي كان تاريخيًا أكثر فعالية من المفاوضين. ويُعتبر الدور المصري والقطري من أبرز الأمثلة على هذه الوساطة، حيث كانا على دراية مبكرة بوجود خطط إسرائيلية تسعى لكسب الوقت.

جهود المؤتمر الدولي لحل الدولتين

من المهم أن نُشير إلى مؤتمر “حل الدولتين”، الذي يُعتبر أحد أبرز المجهودات السياسية منذ عام 2002، حيث قدم نقطة انطلاق للحوار حول الحلول القابلة للتنفيذ. هذا المؤتمر يأتي كاستجابة للضغوط المتزايدة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، وقد عُبر عن أهميته من قبل رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أكدت على أن المؤتمر سيساهم في زيادة الضغوط على إسرائيل. إن التصريحات الصادرة في هذا الإطار تعكس النظر الدولي الذي يُعطي قيمة لقرارات الجمعية العامة، إذ أن معظم القرارات المهمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية قد نُفذت من خلال هذه الهيئة.

ومع ذلك، يبقى تأثير القرار الدولي مقيدًا بقدرة مجلس الأمن على التصدي للاعتراضات السياسية. لذا، من الضروري أن تكون هناك ضغوط مباشرة على الدول الفاعلة والتي بإمكانها التأثير على الموقف الإسرائيلي. إن التعنت الإسرائيلي اليوم يشير إلى أن هناك قوى تدعم هذه الممارسات، مما يساهم في تدمير فرص السلام. لذا، يتعين على المجتمع الدولي توحيد جهوده لإعادة تفعيل المسارات التفاوضية التي قد تؤدي إلى حل للأزمة التي تعاني منها المنطقة منذ عقود. إن الوصول إلى سلام دائم يتطلب الاستجابة لتحديات جديدة وإيجاد آليات فعالة للعمل في سياق يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق الأمن للجميع.