تصعيد الغارات الجوية
الغارات الإسرائيلية تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تعكس الارتباط الوثيق بين الوضع في لبنان والسياقات الإقليمية والدولية. هذا التوتر يخاطر بوضع لبنان في قلب صراعات المنطقة. من الناحية الداخلية، لا يمكن فصله عن الضغوط المستمرة من الجانب الأمريكي والإسرائيلي على الدولة اللبنانية. ويأتي تصعيد الغارات قبل وصول الموفدة الأمريكية إلى بيروت، حيث تركز مهمتها على مراقبة تنفيذ خطة الجيش اللبناني في جنوب الليطاني ومناقشة آليات متابعة القرار 1701، لكن هذه الجهود تواجه موقف لبنان الرسمي الذي يتمسك بسيادته ويحمّل إسرائيل مسؤولية انتهاكاتها واحتلال أراضٍ لبنانية، وهو الموقف الذي تم تأكيده من قبل الرؤساء الثلاثة في قمة الدوحة الأخيرة.
اجتماع القادة العسكريين
في سياق متصل، عُقد اجتماع صباح اليوم بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث تم تناول التطورات الأمنية في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة. يأتي هذا الاجتماع في وقت يسود فيه القلق من احتمال اتساع نطاق الغارات وتكرار إنذارات السكان، مما يزيد من المخاطر الإنسانية على الأهالي ويمثل ضغطاً إضافياً على السلطات الرسمية والعسكرية.
من جانبها، أصدرت اليونيفيل بياناً قوياً، أكدت فيه أن الغارات التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان تمثل “انتهاكاً صارخاً” للقرار 1701، وتعتبر تهديداً للاستقرار الهش الذي تحقق منذ نوفمبر الماضي. كما دعت القوات إلى وقف الغارات فوراً والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن الاعتداءات تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية حل النزاع سلمياً.
في ختام البيان، أكدت اليونيفيل أن استمرار التصعيد يشكل تهديداً للتقدم نحو استعادة الاستقرار، داعية جميع الأطراف للالتزام الكامل بأحكام القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية، باعتبارهما السبيل الوحيد لمنع تصعيد الأوضاع إلى نزاع واسع النطاق.
تعليقات