العقوبات الأمريكية تمهد لعمليات عسكرية مرتقبة رغم تحرير تسوركوف من قِبل الفصائل

تصنيف الفصائل العراقية على قائمة الإرهاب وتأثيراته

تم إدراج أربع فصائل عراقية جديدة على “لائحة الإرهاب” الأمريكية، وهو تطور يأتي في وقت حساس للغاية، خاصة بعد تحرير الباحثة إليزابيث تسوركوف من سيطرة جماعات مسلحة في العراق. ورغم التوقعات الأولية بوجود صفقة غير معلنة لإطلاق سراحها، أثبتت المعطيات لاحقًا أن الفصائل لم تتعامل معها كرهينة، بل أجرت احتجازًا قاسيًا، مما أدى إلى رد فعل أمريكي يراها إهانة تتطلب الانتقام. ويشير هذا التسلسل في الأحداث إلى أن التصنيف لم يكن مجرد عقوبة قانونية، بل قد يمهد لمرحلة انتقامية مفتوحة.

إجراءات قانونية أم استراتيجيات انتقامية؟

يفسر اللواء المتقاعد جواد الدهلكي هذا التحول بأن العقوبات الأمريكية الجديدة تعني زيادة عدد الفصائل المدرجة ضمن قائمة العقوبات الجنائية. هذا يمكن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، من توجيه ضربات عسكرية دون الحاجة لتصريحات مسبقة أو تفويض أممي. وفقًا لتحليلات أمنية، إن إدراج الكيانات على قوائم الإرهاب يعزز من إمكانية القيام بعمليات خارجية من دون قيود قانونية. يشدد الخبير الاستراتيجي عباس الجبوري على أن القرار يأتي في إطار تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والفصائل المسلحة، وهو خطوة تهدف إلى تقليص حركة هذه الفصائل ومواردها المالية.

في السياق الداخلي، تؤثر هذه القرارات على المشهد السياسي، حيث تُعتبر تصنيفات الإرهاب أدوات دعاية للفصائل، التي قد تستغلها لتعزيز حضورها الانتخابي. بعض قادة هذه الفصائل قد يستغلون هذه الخطوة لتعزيز شرعيتهم باعتبارهم في مواجهة “المشروع الأمريكي–الإسرائيلي”، رغم أن ذلك قد يتزامن مع عمليات عسكرية تهدد قوتهم التنظيمية والعسكرية. أما على المستوى الدولي، تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أن إدراج هذه الفصائل جاء كخطوة لمنع استخدام إيران لهذه الجماعات لمهاجمة مصالح أمريكية، إذ إن هذه الفصائل تتلقى دعمًا من طهران وتنفذ هجمات ضد القواعد الأمريكية في المنطقة.

المشهد الجديد يعكس أن قرار الإدراج لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل هو تحول قد يفتح الباب أمام ردود عسكرية. يتضح أن هناك عنصر انتقامي مستند إلى أحداث تسوركوف وتصنيف الفصائل. وعلى الرغم من ذلك، تواصل الفصائل استخدام خطابها التعبوي لتعزيز شرعيتها الشعبية والسياسية. لذا، قد يواجه العراق مستقبلاً معادلة دقيقة: التعامل مع ضربات محتملة تستهدف هذه الجماعات، مع السعي للحفاظ على التوازن الداخلي واستمرار التعاون مع الولايات المتحدة. الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان التصنيف سيظل أداة ضغط سياسية، أم سيتحول إلى غطاء لعمليات عسكرية مباشرة تحمل رسائل أوسع في الإقليم.