السعودية تضع شروطاً لتسليم إدارة المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية

إدارة الجنوب من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي

يعتبر الأديب المغربي توفيق جزوليت أن إدارة الجنوب المحلي من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي تمثل حلاً واقعياً وموضوعياً في ظل الظروف الراهنة، إذ يمكن أن تساهم في إعادة الاستقرار إلى المحافظات الجنوبية. وأشار إلى أن موافقة الرياض على هذا الحل تتوقف على مجموعة من الاعتبارات السياسية والاستراتيجية. ومن خلال منشور له على فيسبوك، أشار جزوليت إلى أن المجلس الانتقالي يمتلك اليوم مبرراً سياسياً وشعبياً ليتولى إدارة الجنوب محلياً كمرحلة انتقالية، خصوصاً بعد تراجع مصداقية الإدارة المشتركة التي يقودها المجلس الرئاسي ورئيسه.

إدارة الجنوب كمقاربة بديلة

وأشار جزوليت إلى أن هذا الخيار لا يعني بالضرورة الانفصال الفوري، بل يجب أن يتضمن اتخاذ إجراءات لتحصين الأرض والقدرات الإدارية والاقتصادية والأمنية في إطار الاستعداد لأية تسويات سياسية في المستقبل. ومن المعروف أن السعودية تدعم وحدة اليمن وتعتبر المجلس الرئاسي بمثابة شرعية البلاد، لذا يجب أن تُطرح أي إدارة محلية من قبل الانتقالي في إطار بديل مرحلي يحافظ على هذه الشرعية، ويجب أن يتضمن التزامات واضحة للتنسيق مع الحكومة المركزية والمجتمع الدولي.

وفي هذا السياق، أكد جزوليت أن المجلس الانتقالي يواجه تحديات كبيرة، حيث أنه محاصر بين الرباعية الدولية التي تعمل على الحفاظ على وحدة اليمن، والدعم السعودي الموجه تجاه الرئيس رشاد العليمي الذي يسعى جاهداً لتحقيق التوافق المركزي ونبذ أي خطوة أحادية قد يتخذها الانتقالي. هذا التعقيد يحتم على المجلس الانتقالي أن يكون واعياً لتوجهات المجتمع الدولي والإقليمي، وأن يسعى لبناء جسور للتواصل مع الحكومة المركزية لضمان نجاح أية خطوات قد يقدم عليها.

إن التحديات المطروحة أمام المجلس الانتقالي تتطلب توازنًا دقيقًا بين تحقيق الأهداف المحلية وضرورة الحفاظ على العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية، مما يدفعهم إلى ضرورة التخطيط الاستراتيجي المدروس للحفاظ على الاستقرار وضمان المصالح الوطنية. لذا، فإن النقاش حول إدارة الجنوب المحلي ينبغي أن يتواصل بمرونة تامة، مع فتح الباب أمام أية مقترحات من شأنها أن تخدم المصلحة العامة وتساعد في الوصول إلى حلول سياسية مستدامة.