تحديات المجلس الرئاسي في اليمن
نعترف بوجود مشاكل حقيقية تُعاني منها اليمن، وغالبًا ما نكون نحن أيضًا سببًا لبعضها. لكن ما يشغلنا اليوم هو انغماسنا في قضايا قد لا تكون ذات صلة بمشاكلنا المباشرة.
مشكلات ليست أساسها
الأولى هي فكرة المجلس الرئاسي، كان من المفترض أن يرصد أعضاء المجلس احتياجاتنا، لكننا نجد أنفسنا مضطرين لمراقبة القضايا الناتجة عن تصرفاتهم. فكرة المجلس بحد ذاتها تحمل في طياتها مخاطر الانفجار الداخلي بفعل أي من أعضائه أو تتأثر بتوجهات قوى خارجية، مثل السعودية والإمارات، وحتى من القوى الكبرى بالنسبة لحالة عدم الاستقرار، مثل أمريكا وبريطانيا.
ثانيًا، لنأخذ بعين الاعتبار أن النظام السياسي الحالي مفروض علينا، ولم نقم بإنشائه، حيث كان على السعودية والإمارات أن تلعبا دورًا في حل مشكلات اليمن، لكنهما أصبحتا جزءًا من الانقسامات، بدلاً من العمل على توحيد الجهود.
أما عيدروس الزبيدي، فقد اتخذ إجراءات خارج صلاحياته، مما أغضب الرئيس رشاد العليمي وأثار تحديًا واضحًا له. وهذا التصرف وجد تأييدًا من قوى أخرى، مما يعمق الأزمة بدلاً من حلها.
الرئيس رشاد العليمي، بعد اجتماع مع السفير السعودي في الرياض وزيارة مفاجئة إلى عدن، يجد نفسه في وضع غير مستقر. وفي الوقت ذاته، تحركات السفير الأمريكي في أبوظبي تكشف عن تعزيز التواصل بين الأطراف المعنية.
كما أن التصريحات الصادرة من سفيرة بريطانيا لدى اليمن تعزز أهمية التعاون بين قوى المجلس الرئاسي والحكومة. وفي الوقت نفسه، تتداعى الأوضاع الداخلية، مما يهدد وحدة البلاد.
ويبدو أن المساعدات تأتي من عدة أطراف مؤيدة للسعودية، مثل سلطان العرادة وعبدالله باوزير وعثمان مجلي، بينما يظهر الدعم من جهات إماراتية لكل من الزبيدي ورفاقه، مع الهندسة السياسية التي تحكم العلاقة بين الأعضاء.
أصدرت البيانات المعبرة عن الموقف من قبل المحرمي والبحسني، تتحدث عن الانقسامات والانفراد بالقرارات، مشيرة إلى أن ذلك يعيق التقدم. بل يمكن اعتبارها بمثابة إنذار للرئيس بأنه إذا استمر في فرض سلطته فستكون هناك عواقب.
أما بالنسبة للأعضاء المترددين مثل العرادة وباووزير، فإن حرصهم على عدم تفرد الرئيس بالعالي يعكس قلقهم من اتخاذ قرارات قد تؤثر عليهم سلبًا في المستقبل.
في ظل هذه الأزمات، من الواضح أن السعودية والإمارات لا ترغب في مواجهة مباشرة، مما يمنح الولايات المتحدة وبريطانيا فرصة للتدخل دون أن تكونا في الواجهة. يبحث الجميع بهدوء عن الاستقرار، لكن التخوف من تفاقم النزاعات يبقى هاجسًا قائمًا.
في الختام، نقول إن ما تشهده الساحة السياسية في اليمن ليس سوى نتيجة لفكرة رديئة أدت إلى خلق مشاكل جديدة. قد نحتاج إلى إعادة النظر في شكل المجلس أو إمكانية إدخال تعديلات عليه، مما يعيد فتح النقاشات حول مستقبل الرئاسة والعلاقة بين القوى السياسية في البلاد.
تعليقات