انخفاض أسعار الخرسانة وتفاوت الاسمنت يعيدان تشكيل سوق مواد البناء في السعودية

تراجع ملحوظ في أسعار الخرسانة والأسمنت في السوق العقارية السعودية

شهدت السوق العقارية في المملكة العربية السعودية خلال شهر أغسطس الماضي انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الخرسانة، بينما استمرت أسعار الأسمنت، بمختلف أنواعه، في التباين الواضح. ويتضح ذلك من خلال نشرة متوسطات أسعار السلع والخدمات الصادرة عن هيئة الإحصاء، حيث يظهر هذا التغير تأثيره المباشر على قطاع البناء والتشييد، الذي يُعتبر أحد القطاعات الحيوية المحورية في الاقتصاد السعودي.

أسعار الخرسانة شهدت انخفاضات مختلفة على أساس شهري، حيث تراجعت أسعار الخرسانة “مقاوم 350 ك” بنسبة 1.1%، ليصل سعرها إلى 227.6 ريال للمتر المكعب. كما سجلت الخرسانة “مقاوم 250 ك” انخفاضًا بنسبة 0.9%، مسجلة 207.3 ريال للمتر المكعب. ومن جهة أخرى، استمرت أسعار الخرسانة العادية في التراجع، حيث بلغ سعر “عادي 350 ك” نحو 217.1 ريال لكل متر مكعب، بعد أن انخفض بنسبة 1.4%. وقد سجل سعر “عادي 250 ك” انخفاضًا متساويًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 198.5 ريال للمتر المكعب. يعتبر هذا التراجع في أسعار الخرسانة بمثابة مؤشر قد يُخفف من الأعباء المالية على قطاع المقاولات، الذي يعتمد بشكل كبير على هذه المادة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والإسكان.

تقلبات أسعار الأسمنت

أما بالنسبة لأسعار الأسمنت، فقد سجلت تباينًا ملحوظًا أيضًا، حيث انخفض سعر الأسمنت الأسود بنسبة 0.7% ليبلغ 15.5 ريال للكيس وزن 50 كجم، بينما ارتفع سعر الأسمنت الأبيض بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليصل إلى 38.2 ريال للكيس. هذا الاختلاف يعكس تفاوت في حركة العرض والطلب بين النوعين، حيث يرتبط الأسمنت الأبيض بمشروعات التشطيب والبناء الراقي، في حين يُستخدم الأسمنت الأسود في الأعمال الإنشائية الكبيرة.

التغيرات في السوق لم تقتصر على الأسمنت والخرسانة فقط، بل شملت أيضًا مواد البناء الأخرى. فقد انخفض سعر البلاط كسر الرخام البلدي بنسبة 0.1% ليصل إلى 23.7 ريال للمتر المربع، كما تراجعت أسعار الجبس الوطني بنفس النسبة إلى 15.8 ريال. في المقابل، استقر سعر الرمل الناعم الأبيض عند 77.3 ريال للمتر المكعب دون أي تغيير، بينما شهد سعر المخلوط “رمل وبحص” نزولاً بنسبة 0.2% ليصل إلى 52.3 ريال. وفيما يتعلق بالرمل الأحمر، فقد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.2% ليصبح 38.9 ريال.

تشير هذه المؤشرات إلى أن السوق السعودية لمواد البناء تشهد حالة من التوازن الحذر بين العرض والطلب، مما يعكس الديناميكية المستمرة للمشاريع الكبرى في المملكة ضمن رؤية 2030. يتوقع أن يُسهم هذا التراجع في أسعار الخرسانة، مع استقرار أسعار بعض المواد الأخرى، في تحسين تنافسية قطاع المقاولات، مما يعود بالنفع على المستهلكين والمستثمرين في المجال العقاري.

إن متابعة هذه التغيرات في أسعار الأسمنت والخرسانة تُعد ضرورة لكل من يعمل في قطاع الإنشاءات، خاصة أن تقلبات السوق ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى الطلب على مواد البناء، مما يؤثر بشكل مباشر على تكلفة المشاريع. ومع استمرار جهود هيئة الإحصاء في رصد وتحليل هذه التحركات، يبقى الشفافية والوضوح في البيانات من العوامل الأساسية التي تدعم اتخاذ القرارات الاستثمارية المستقبلية في قطاع العقار والبناء داخل المملكة.