باكستان تعرض دعمها النووي للسعودية بشرط

قال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، اليوم الجمعة، إن البرنامج النووي لباكستان سيكون متاحًا للسعودية في حال تطلب الأمر ذلك، في إطار اتفاق دفاعي تم توقيعه بين الدولتين قبل يومين. وتعد تصريحات وزير الدفاع بمثابة تأكيد خاص على أن إسلام أباد تشمل السعودية ضمن مظلة قوتها النووية. وقد تم توقيع الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي بين باكستان والسعودية يوم الأربعاء الماضي، والذي يحدد أن أي اعتداء يتعرض له أحدهما يعتبر هجومًا على الآخر.

ورغم وجود تفسيرات مختلفة لهذه الخطوة، فإنها قد تكون رسالة موجهة لإسرائيل، التي يُعتقد أنها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية. يأتي هذا الاتفاق في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من حركة “حماس” في قطر، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص. وقد اعتبر الهجوم الإسرائيلي على الدوحة نقطة تحول في الأمن الإقليمي، حيث أثار تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على ضمان استقرار حلفائها.

باكستان كبديل استراتيجي للسعودية

وفقًا لتقارير، فإن الهجوم الإسرائيلي على قطر دفع العديد من الدول إلى إعادة تقييم خياراتها الاستراتيجية. في هذا السياق، تتساءل الأوساط حول ما إذا كانت السعودية قد تبحث في باكستان كبديل عن الولايات المتحدة، أو أنها مجرد خطوة لتعزيز العلاقات بين البلدين. تشير التقارير إلى أن توقيع الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان، التي تمتلك أسلحة نووية، يأتي في وقت تزايدت فيه المخاوف بشأن اعتماد دول الخليج على الولايات المتحدة كضامن أمني دائم.

تعاون طويل الأمد بين باكستان والسعودية

بالنسبة لتوقيت الاتفاق، والذي جاء بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، أفاد مسؤول سعودي رفيع بأن “هذا الاتفاق هو نتيجة لسنوات من المناقشات، وليس استجابة لأحداث معينة، بل هو تعزيز لتعاون طويل الأمد”. وأقر المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بضرورة تحقيق التوازن في العلاقات مع الهند، التي تعتبر منافسًا لباكستان وقوة نووية أيضًا.

وفيما يتعلق بمسألة المظلة النووية المحتملة التي قد تقدمها باكستان للسعودية بموجب هذا الاتفاق، أكد الوزير على أن الاتفاق هو استراتيجية دفاعية شاملة تغطي جميع الوسائل العسكرية. وفقًا للمحللين، قد يكون لهذا الاتفاق تأثير كبير على الاستراتيجيات الإقليمية، خاصة في ظل الصراعات المستمرة، والإشكالات المعقدة في المنطقة.