أحمد عرابي وتأثيره التاريخي
اعتبر الكاتب الصحفي خيري حسن أن الزعيم المصري أحمد عرابي هو إحدى الشخصيات البارزة التي تعرضت لشتى أنواع الافتراءات خلال التاريخ. حيث أشار إلى أن المؤرخ محمود الخفيف قد ألف كتابًا يحمل عنوان “عرابي المفترى عليه” في رد على الحملات التي حاولت تشويه سمعة الزعيم الوطني بعد وقفته الشهيرة أمام الخديوي توفيق.
إعادة تقييم دور عرابي التاريخي
وبينا أن شهر سبتمبر يعتبر محطّة مهمة في حياة عرابي، حيث شهدت تلك الفترة ثورته في 9 سبتمبر 1881 وتوليه الوزارة بعد أيام قليلة، وصولًا إلى رحيله في 21 سبتمبر 1911. وذكر خيري حسن في برنامج “ذكريات وشخصيات” الذي يقدمه الإعلامي محمد عبده، أن وقفة عرابي لم تكن تمردًا كما تداولته بعض الكتابات، بل جاءت في إطار مطالب مشروعة تسعى إلى تحقيق دستور وحياة نيابية.
أضاف حسن أن إصرار عرابي على الحوار مع الخديوي في المقر الرسمي يعكس رغبته في النقاش وليس في الانقلاب، خلافًا لما حاولت بعض الأطراف تصويره. كما تطرق للحديث عن سنوات نفي عرابي في سريلانكا حيث أمضى 19 عامًا بين قسوة التهجير وصمود الذاكرة الوطنية.
كتاب “عرابي المفترى عليه”
وأوضح خيري حسن أيضًا أن عرابي حظي باحترام كبير من الشعب السيلاني الذي استقبل عودته بترحيب رغم محاولات الاستعمار البريطاني تشويه صورته. ورغم الظروف القاسية التي واجهها، ظل عرابي رمزًا للمقاومة. بعد عودته إلى مصر إثر قرار العفو، أعلن عبارته المؤثرة “لقد عفوت وسامحت الجميع”، والتي اعتبرها تعبيرًا عن روحية الفرسان وأخلاقهم.
في نهاية حديثه، دعا الكاتب الصحفي إلى ضرورة إنتاج عمل درامي يستعرض سيرة أحمد عرابي، إذ إنها تحمل أحداثًا تستحق التوثيق وتبرز السمات الإنسانية والدروس التاريخية التي يمكن أن يستنبطها الجيل الجديد من حياة هذا الزعيم الذي عُرف بشجاعته وتفانيه في سبيل وطنه.
تعليقات