اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان
أعلنت السعودية وباكستان عن توقيع اتفاقية دفاع مشترك، في خطوة اعتبرها البعض دليلاً على اتخاذ دولة خليجية لقرار دفاعي قوي بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر في التاسع من سبتمبر/أيلول. وقد أدت هذه الهجمات إلى زيادة قلق دول الخليج بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بحمايتها، خاصة في ظل التصرفات الإسرائيلية غير المتوقعة.
تطور جديد في العلاقات الدفاعية
في حديثه عن الهجوم، وصف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما حدث بأنه “عدوان وحشي” يستدعي ردًا قويًا من العالم العربي والإسلامي. وفي هذا السياق، اعتبرت الباحثة فيلينا تشاكاروفا أن اتفاقية الدفاع بين الرياض وإسلام آباد تمثل تحولاً جيوسياسياً غير متوقع، مما يدل على أن السعودية لم تعد تعتمد فقط على “المظلة النووية الأمريكية”.
كما أشار الباحث السعودي مبارك آل عاتي إلى أن هذه الاتفاقية ليست جديدة، إذ يوجد تعاون مستمر بين السعودية وباكستان منذ حوالي ثمانين سنة. ومع ذلك، يأتي هذا التعاون في وقت حساس مع تعقد الأوضاع في المنطقة وتزايد التحديات الدولية.
ولفتت وزارة الدفاع السعودية إلى أن الهدف من هذه الاتفاقية هو تعزيز التعاون الدفاعي والردع المشترك ضد أي اعتداء، حيث تشدد على أن أي اعتداء على أحد البلدين يعد اعتداءً على الآخر. كما تسلط الاتفاقية الضوء على العلاقات العسكرية التاريخية بين البلدين، والتي تشمل الدعم المتبادل في أوقات الأزمات.
عبر العقود، أظهرت العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج الست ثغرات، خاصة بعد الهجمات المدعومة من إيران في 2019 و2022، حيث لم يتم الرد الأمريكي بشكل فعّال. وبالتالي، تبحث دول الخليج الآن عن بدائل أكثر موثوقية في ضماناتها الأمنية.
في هذا السياق، تعزز الاتفاقية بين السعودية وباكستان من قوة القرار السيادي للمملكة، مما يتيح لها تأمين مصالحها بشكل أفضل. فباكستان، التي تمتلك أحد أبرز الترسانات النووية في العالم، قد تشارك قدراتها العسكرية ضمن هذه الاتفاقية، مما يعكس تحولاً كبيراً في ميزان القوى الإقليمي.
علاوة على ذلك، تعكس الشراكة الجديدة رسالة قوية حول ضرورة تنويع التحالفات الإقليمية في ظل التغيرات العالمية السريعة. فالسعودية تهدف إلى تعزيز استثماراتها في باكستان بما يصل إلى 25 مليار دولار في مختلف القطاعات، مما يدعم العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
تأتي هذه الاتفاقية كبداية لشراكات جديدة ممكنة، حيث يتوقع البعض أن تُشكل نواة لمزيد من المعاهدات الدفاعية مع دول أخرى في المنطقة. في الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج لتأمين ملتزم ضد المخاطر المتزايدة، يبدو أن التعاون بين بولت السعودية وباكستان يشير إلى اتجاه جديد في العلاقات الإقليمية.

تعليقات