مشروع ذهب مصر لإعادة إحياء الهوية البصرية
التقى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بالفنانين التشكيليين مها جميل وعلي عبد الفتاح، اللذين قاما بتنفيذ مبادرة “ذهب أسوان” بعد انتهاء أعمال تجميل واجهات أربع عمائر بطريق المطار في مدينة أسوان، وذلك برعاية اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، وحضور الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
مبادرة ذهب أسوان كأداة فنية للتغيير
خلال اللقاء، أعلن وزير الثقافة عن بدء مشروع “ذهب مصر”، بالتعاون مع الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، حيث ستنطلق المرحلة الأولى في محافظة القاهرة تحت رعاية الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة. وقد أشار الوزير إلى أن اختيار العاصمة يأتي كرمز لكونها “قلب الثقافة المصرية” ومركزًا للإشعاع الحضاري والفني.
وأكد هنو أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا متميزًا لتوظيف الفن في إعادة تشكيل الهوية البصرية للمدن المصرية، مما يفتح آفاقًا جديدة للفن التشكيلي ليكون جزءًا من المشهد الحضري والحياة اليومية للمواطنين. وأوضح أن وزارة الثقافة ستؤمن كافة أشكال الدعم من خلال قطاع الفنون التشكيلية، بالاشتراك مع وزارة التنمية المحلية.
كما استعرض الوزير خطة العمل المستقبلية للمشروع، والتي تتضمن تنفيذ المبادرة في مختلف المحافظات وفق خطة إستراتيجية تبدأ من المواقع المحورية كالمداخل الرئيسية والواجهات المطلة على الطرق السياحية. تتضمن الخطة كذلك تنظيم ورش تدريبية للشباب في كل محافظة، وذلك بهدف إعداد جيل جديد من الفنانين القادرين على الاستمرارية مع الالتزام باستخدام خامات عالية الجودة تتحمل الظروف المناخية، مع الحفاظ على الهوية المحلية وإضافة لمسات عصرية.
ووجه هنو بإصدار دليل إرشادي رسمي من الوزارة يوضح الضوابط والمعايير الفنية لشروط المشروع، مع ضمان متابعة الأعمال وصيانتها مستقبلاً. وأكد أن الأثر المستهدف من المشروع يتجاوز الأبعاد الفنية، حيث يسعى إلى تعزيز الجاذبية السياحية للمدن والمشاركة المجتمعية، إلى جانب إشراك الشباب في صياغة المشهد البصري لمحيطهم، وذلك من خلال اعتباره أحد عناصر القوة الناعمة لمصر.
وفي هذا الإطار، أعرب الفنانان مها جميل وعلي عبد الفتاح عن أهمية مشروع ذهب مصر بوصفه رؤية شاملة تهدف إلى إحياء الهوية البصرية للمدن المصرية، مستفيدين من الخصوصية الثقافية لكل محافظة، مؤكدين أن هدفهم هو تحويل كل مدينة إلى متحف مفتوح يروي قصتها ويعكس حضارتها، حيث يُعتبر الفن الأداة الرئيسية لنقل هذه الرسالة للأجيال القادمة.
في ختام اللقاء، أكد الوزير أن نجاح المشروع سيشكل رسالة ثقة في قدرة الفن على إحداث تغيير ملموس، مما سيجعل من هذه المبادرة نواة لتجربة واسعة تعكس الهوية الثقافية المصرية وتساهم في تعزيز رصيدها الحضاري والإنساني.

تعليقات