بدأ المركز الوطني لسلامة النقل في جازان تحقيقًا عاجلًا في حادث مؤسف وقع على طريق عثوان، حيث أدى انقلاب مركبة كانت تقل عددًا من الركاب إلى وفاة خمسة أشخاص، بينهم أربع معلمات، وإصابة شخصين آخرين، أحدهما في حالة حرجة تم نقله على الفور إلى مستشفى الملك فهد المركزي.
سناب شات يفجر “قنبلة” في عالم التكنولوجيا.. السعودية أول دولة في العالم تحظى بهذه الميزة الحصريةباحث اقتصادي: تاسي يربح وسط سيولة ضعيفة
حادثة مأساوية على طريق عثوان
الحادث الذي وقع مساء الاثنين أثار حزنًا كبيرًا في الأوساط التعليمية والمجتمعية، خاصةً أن الضحايا من الكوادر النسائية في قطاع التعليم، مما ألقى بظلاله على النقاشات حول أمان الطرق الجبلية في المنطقة.
استجواب ملابسات الحادث
بدأ الفريق المختص في المركز الوطني لسلامة النقل جمع المعلومات وتحليل ملابسات الحادث، في محاولة لتحديد العوامل التي أدت إلى انقلاب المركبة على الطريق المؤدي إلى القرى الجبلية. تسعى التحقيقات إلى معرفة ما إذا كان السبب يتمثل في عوامل بشرية مثل السرعة أو الإرهاق، أو مشكلات تقنية في المركبة، أو نتيجة لطبيعة الطريق الجبلية المعروفة بانحداراتها الحادة ومنعطفاتها الخطرة.
وزارة التعليم نعت المعلمات الأربع اللواتي فقدن حياتهن، مشيرةً إلى أن الحادث يمثل خسارة كبيرة للميدان التربوي، ومقدمة تعازيها لأسر الضحايا. كما أبدت إدارات تعليمية محلية تضامنها الكامل، مؤكدة أن مثل هذه الحوادث تستوجب تعزيز جوانب السلامة لمعلمي ومعلمات المناطق النائية الذين يقطعون مسافات طويلة يوميًا للوصول إلى مدارسهم.
أهالي المنطقة عبروا عن حزنهم العميق، مشيرين إلى أن طريق عثوان يعد من أخطر الطرق في المنطقة الجنوبية، وقد شهد حوادث متكررة على مدار السنوات الماضية دون حلول جذرية. تُعبر أصوات محلية منذ فترة طويلة عن الحاجة إلى إيجاد حلول بديلة تشمل تحسين البنية التحتية للطرق الجبلية أو توفير وسائل نقل آمنة مخصصة للمعلمين والمعلمات، للحد من تكرار مثل هذه المآسي.
المركز الوطني لسلامة النقل أعلن أنه سيشارك نتائج التحقيق مع الجهات المختصة، بهدف تقديم توصيات عملية تعزز مستوى السلامة وتقلل من حوادث النقل. يأتي ذلك في إطار دور المركز في تحليل الحوادث الخطرة وإصدار تقارير دورية ترفع إلى الجهات المسؤولة تتضمن حلولًا عملية لضمان سلامة مستخدمي الطرق في مختلف مناطق المملكة.
الحادث سلط الضوء على جهود المملكة المستمرة لتحسين مستويات الأمان على الطرق، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 التي تركز على تقليل معدلات الحوادث المرورية. كما يعكس الحاجة لتكامل الجهود بين وزارات النقل والتعليم والبلديات، إضافةً إلى الجهات الأمنية، من أجل إيجاد آليات أكثر أمانًا لنقل الكوادر التعليمية والطلاب.
الأطباء في مستشفى الملك فهد المركزي أكدوا أن حالة المصابين ما زالت تحت المراقبة الدقيقة، وأن أحدهما يحتاج إلى رعاية مركزة بسبب الإصابات الخطيرة. من جهة أخرى، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل عزاء ومواساة لأسر الضحايا، إلى جانب دعوات لفتح ملف سلامة المعلمين والمعلمات على الطرق الجبلية.
الجهات الأمنية باشرت الموقع فور تلقي البلاغ، وقامت بتنظيم حركة السير وإجراء المعاينات الميدانية، بينما جرى نقل الجثامين والمصابين بواسطة سيارات الإسعاف. هذا الحادث يعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة سابقة في جبال جازان وعسير، ويثير الاستغراب من عدم اتخاذ خطوات كافية لحماية المعلمين والمعلمات أثناء تنقلاتهم اليومية.
يتوقع أن تسهم نتائج التحقيق في دفع الجهات المختصة لاتخاذ قرارات جديدة قد تشمل تطوير شبكات الطرق أو وضع برامج خاصة لتأمين وسائل نقل أكثر أمانًا. يظل هذا الحادث رسالة مؤلمة تعكس المخاطر التي يواجهها المعلمون والمعلمات في أداء رسالتهم التربوية، وتضع مسألة سلامتهم على رأس أولويات المرحلة القادمة.
تعليقات