تطبيق نظام حضوري في المدارس السعودية لتحسين الحضور والانصراف
أطلقت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية اليوم الأحد مرحلة جديدة في مسيرة التحول الرقمي، من خلال التطبيق الإلزامي للنظام الموحد “حضوري” في جميع مدارس البلاد. يعتمد هذا النظام على أحدث تقنيات إنترنت الأشياء لتوثيق الحضور والانصراف، مما يسهل العملية التعليمية بشكل كبير.
النظام الرقمي الجديد لإدارة الحضور والانصراف
أكدت الوزارة أن النظام يمكّن المعلمين والموظفين من تسجيل حضورهم عبر الهواتف الذكية بسهولةٍ، من خلال خيارات متنوعة مثل بصمة الوجه، الصوت أو الإصبع، مما يلغي الحاجة إلى أجهزة البصمة التقليدية. يعتبر هذا التحول خطوة نوعية في إدارة الموارد البشرية داخل قطاع التعليم، حيث يجمع بين الدقة في ضبط الحضور والانصراف والمرونة في الاستخدام.
جاء هذا التوجه بعد انتهاء مدة الأسبوعين المخصصة للمدارس لاستكمال تسجيل بيانات منسوبيها، حيث تمت بنجاح في مختلف المناطق التعليمية. جميع المدارس الآن جاهزة للانتقال إلى عصر الرقمنة، وبذلك تضع المملكة في مقدمة الدول التي تتبنى أنظمة رقمية متكاملة في التعليم.
تهدف وزارة التعليم من خلال النظام الجديد إلى وضع قواعد واضحة للانضباط الوظيفي، مع مراعاة الظروف الطارئة والاحتياجات العملية للمعلمين والموظفين. يرى الخبراء أن تطبيق “حضوري” يعزز العدالة والشفافية في متابعة ساعات العمل، ويحد من أي تباينات قد تحدث في عملية تسجيل الحضور التقليدية.
أشارت الوزارة أيضًا إلى أن التقنية المستخدمة لا تتطلب تركيب أو صيانة مكلفة، مما يخفض الأعباء المالية على المدارس، ويعزز توجيه الموارد نحو تحسين التجربة التعليمية. كما يمثل اعتماد إنترنت الأشياء جزءًا من توجه أوسع في المملكة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في القطاعات الحيوية.
يتماشى التطبيق الإلزامي للنظام مع رؤية السعودية 2030، التي تركز على تحسين كفاءة القطاعات الحكومية وجودة الخدمات المقدمة. ومن المتوقع أن يعزز النظام الجديد من قدرة الإدارات التعليمية على جمع بيانات دقيقة وفورية، مما يسهل عملية اتخاذ القرار ويزيد من كفاءة الأداء الوظيفي.
لاقى الإعلان عن بدء التطبيق ترحيبًا واسعًا بين المعلمين والإداريين، حيث اعتبر البعض أن النظام سيوفر الوقت والجهد مقارنة بالأنظمة السابقة. ومع ذلك، يرى بعضهم أن النظام يحتاج إلى فترة للتكيّف، خاصة فيما يتعلق باستخدام تقنيات البصمة عبر الهواتف الذكية في البيئات المدرسية.
أكدت وزارة التعليم أن التجارب خلال الفترة التجريبية أظهرت فعالية النظام، حيث تم تسجيل الحضور والانصراف بسلاسة ودون مشكلات تقنية مؤثرة. وستواصل الوزارة متابعة التطبيق ميدانيًا، وتسعى لمعالجة أي تحديات تظهر لضمان انسيابية العمل في المدارس.
تسهم هذه الخطوة في تعزيز ثقافة الانضباط والالتزام في بيئة العمل التعليمية، وتفتح الباب لمزيد من المبادرات الرقمية. الهدف النهائي من النظام هو خلق بيئة تعليمية أكثر تنظيمًا وكفاءة، مما يدعم أداء المعلمين والإداريين ويحقق تأثيرًا إيجابيًا على مستوى الطلاب. بالتأكيد، يمثل تطبيق “حضوري” خطوة استراتيجية نحو مستقبل رقمي أكثر شمولية في المملكة، مما يعزز مكانة التعليم كقطاع رائد في التحول الوطني.
تعليقات