الأزمات الحالية لنادي الاتحاد
تعيش جماهير نادي الاتحاد حالة من الغضب والاستفهام بعدما شاهدت فريقها في مباراة دوري أبطال آسيا الأخيرة، والتي لم تكن مجرد مباراة عادية، بل تبين من خلالها الخلل الشامل في المنظومة، بدءًا من الإدارة والمدرب وصولًا إلى اللاعبين. وجدت الجماهير نفسها أمام أداء ضعيف وأخطاء متكررة من محترفين كان من المتوقع أن يكونوا من أبرز نقاط القوة في الفريق، لكنهم أصبحوا عاملًا يُرهق النادي بدلاً من أن يعزز قوته. السؤال الذي طرحه الكثيرون هو: هل هؤلاء محترفون حقًا؟ وإذا كانوا كذلك، من أين جاء هذا المستوى الذي لا يتناسب مع تاريخ النادي أو تطلعات جماهيره؟
التحديات التي تواجه العميد
النقطة الأكثر إيلامًا للجماهير لا تكمن فقط في ضعف بعض اللاعبين، ولكن أيضًا في عدم توفر بدائل مقنعة. هنا تأتي مسؤولية الإدارة التي اختارت البقاء دون تعزيز الصفوف خلال فترة الانتقالات، رغم أن الاستقرار الإداري أمر مهم، إلا أن ماذا يفيد إذا كان يؤدي إلى جمود داخل الملعب؟ تدرك الجماهير أن التعاقد مع لاعبين مميزين تحتاج إلى ميزانية وتوقيت جيد، ولكنها في ذات الوقت تتطلع إلى إدارة أكثر جرأة وقادرة على اتخاذ قرارات حاسمة من أجل استعادة هيبة الفريق وتحقيق النجاح في المنافسات القارية.
اليوم، يجد الاتحاد نفسه في معادلة صعبة حيث يعتمد على عناصر محلية مخلصة لكنها بحاجة إلى دعم، إلى جانب محترفين لم يقدموا الأداء المطلوب. الجماهير متعطشة لتحقيق البطولة الآسيوية الغائبة، مما يُطرح التساؤل الجوهري: هل تستطيع هذه التشكيلة الحالية تحقيق الحلم في البطولة الآسيوية؟
الإجابة قد تكون قاسية، ولكنها ضرورية، فالفريق في وضعه الحالي يفتقر إلى العمق الفني البديل الذي يمكن أن يُحدث الفارق في المراحل الحساسة. البطولة الآسيوية ليست دوري محلي يمكن تجاوزه بالروح، بل هي تشغيلية تتطلب تنسيقًا عاليًا وإمكانات فنية مميزة. جماهير الاتحاد، التي اعتادت دعم فريقها في أصعب الأوقات، لن تتخلى عنه، لكنها ترفع صوتها عاليًا مطالبة بتغيير حقيقي، إذ لا يكفي الكلام دون أفعال.
المطلوب هو رؤية واضحة وتخطيط استراتيجي، وكذلك ضم أسماء تتوافق مع طموحات النادي. الجماهير لا تقبل بأقل من المنافسة على الألقاب، وخاصة البطولة الآسيوية. الاتحاد يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، وكل ما تحتاجه هذه القاعدة هو رؤية حبها للفريق متجسدًا في أداء اللاعبين وقرارات الإدارة. حتى يتحقق ذلك، سيبقى السؤال قائمًا: هل العناصر الحالية قادرة فعلاً على كتابة فصل جديد من تاريخ العميد في آسيا؟
أخبار ذات صلة
تعليقات