تركيا تعزز نفوذها في ليبيا
تستعد تركيا لتوسيع نفوذها الأمني في ليبيا، خاصة في المنطقة الجنوبية، مما قد يثير مخاوف كل من مصر وروسيا. تُجرى مباحثات سرية بين المسؤولين العسكريين الأتراك والسلطة العسكرية في شرق ليبيا وجنوبها، تهدف لإعادة تأهيل مطارات الجنوب، بما في ذلك مطار سبها الدولي.
التمدد التركي
تشمل المحادثات تطوير المنظومات الجوية والتجهيزات الاتصالية، واستبدال المعدات القديمة بأخرى حديثة، بالإضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية الليبية. تعمل أنقرة على تزويد ليبيا بأجهزة استشعار ورقابة للحدود, وتعتبر هذه الاجتماعات جزءاً من التحضيرات لزيارة محتملة يقوم بها خليفة حفتر إلى العاصمة التركية، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس أردوغان للمرة الأولى. تمثل تلك الزيارة تحولًا استراتيجيًا في العلاقات بين الجانبين، واعترافًا من قبل أنقرة بسلطة حفتر بعد سنوات من التنافس والعداء.
يمثل هذا التوسع التركي تحديًا للقاهرة، حيث يقترب النفوذ التركي من مناطق استراتيجية تُعتبر عمقًا للمثلث الحدودي مع مصر والسودان. كما يمكن أن يشكل كذلك نكسة لموسكو التي استثمرت سنوات في علاقتها بحفتر من أجل توسيع نفوذها في دول الساحل الأفريقي عن طريق الجنوب الليبي.
يتسبب تطور العلاقات السريعة بين أنقرة وحفتر في إثارة العديد من التساؤلات حول إذا ما كانت هذه التحركات تتم بتنسيق أمريكي، أو استباقًا لأي تدخل مباشر من واشنطن في المشهد السياسي والأمني في ليبيا. يبدو أن المصالح الجيوسياسية تلعب دورًا حيويًا في تشكيل هذه الديناميكيات، مما يبرز أهمية المنطقة في التوازن الإقليمي.
تعليقات