ظاهرة الغياب بين الطلاب في شهر رمضان
على الرغم من الإجراءات والعقوبات التي فرضتها وزارة التعليم للتصدي لظاهرة غياب الطلاب دون عذر، إلا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة، وبالأخص خلال شهر رمضان المبارك. يُعرف الجميع أن الأمهات يعتبرن من أكثر المعارضين لهذا النظام الدراسي في هذا الشهر، وقد نجحن في الاعتراض على استمرارية الدراسة للعام الثاني على التوالي.
إشكالية غياب الطلاب وتأثيراتها
لا ينكر أحد حرص الأمهات والآباء على مستقبل أبنائهم، ولكن عندما يتساهلون في غيابهم، فإن ذلك يكون نتيجة لوجود ضغوطات وأعباء كبيرة. هذا الخلاف البسيط بين وزارة التعليم والأمهات ترك أثره على العملية التعليمية، حيث شهدت فوضى وتقصيراً كبيرين. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي تدريس حصص كاملة لعدد قليل من الطلاب في يوم واحد، وفي يوم آخر تدريس آخرين دروساً مختلفة، إلى عدم استيعاب الطلاب وفهمهم للمنهج بشكل جيد، مما يجعل من الصعب عليهم متابعة الدروس المرتبطة ببعضها البعض.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني المعلمون من ضغط العمل بسبب الحاجة لإعادة شرح الدروس بشكل متكرر مما يسبب تأخراً في إكمال المناهج الدراسية المقررة. على الرغم من أننا نعارض تصرفات بعض الطلاب وذويهم التي تشجع على الغياب الجماعي، إلا أن الوزارة بحاجة إلى إعادة النظر في نظام الدوام خلال رمضان وإيجاد حلول فعالة، مثل استغلال منصة “مدرستي” للتعليم عن بُعد أو تحويل الدراسة إلى فترات مسائية.
عند النظر إلى هذا الجدل، يطرح البعض سؤالاً: أي من الطرفين هو الأكثر صحة في موقفه؟ أم أن كلاهما على حق؟ أم أن طرفي الجدل مخطئون؟ يكمن لب المشكلة في أن السنة الدراسية باتت تمتد لتشمل كل من السنة الميلادية والهجرية، حيث لا تختلف إلا بعدد قليل من الأيام. وهذا يؤدي إلى شعور الطلاب وأولياء الأمور بالملل والإجهاد، مما يجعل من الغياب وسيلة للتنفيس والاستراحة. ومن المعلوم أن الإجازات التي تخلل السنة الدراسية قليلة ولا تفيد الطلاب، ليظل الحق في إجازتي العيدين مشروعاً لكل من يعمل أو يدرس، ولا بد من عدم احتسابه ضمن أوقات الطلاب الطبيعية.
أخبار ذات صلة
تعليقات