أوراق الضغط: استراتيجيات جديدة ضد إسرائيل تتصدر أخبار السعودية

الغرور في السياسات الإسرائيلية وتأثيره على النزاع الفلسطيني

إن الغرور المهيمن على بنيامين نتنياهو يجعله يغفل عن النتائج المترتبة على تهوره غير المسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. يسارع بطريقة مدمرة في حرق أوراق إسرائيل، ويقوض السردية التي قامت بتقديمها للعالم على مدى طويل، حيث لن تكون ممارساته المتواصلة في الغطرسة وانتهاك القوانين الدولية نمطاً يمكن أن يستمر دون ردع من المجتمع الدولي. فعلى إسرائيل أن تعي أن مشاعر مجتمعات العالم ليست أمرًا يمكن التحدي به لمدى طويل، إذ تواجه اليوم أقوى موجة من الإدانات لجرائمها الشنيعة في غزة والضفة الغربية، واستفزازها المستمر لسيادة الدول، كما يظهر في هجماتها على الدوحة، دون أي اعتبار للعواقب.

التحديات أمام إسرائيل والفرص للسلام

للمرة الأولى، يتم حشد عدد كبير من الدول التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الاجتماعات القادمة للأمم المتحدة. لكن إسرائيل، من خلال تصرفاتها الغبية، أوجدت حشداً آخر يتمثل في مؤتمر قمة عربية إسلامية طارئة، مما سيوفر دعماً استثنائياً لمؤتمر حل الدولتين ولوقف الحرب على غزة. على المجتمع الدولي أن يؤكد مجدداً على خطورة الأفعال الإسرائيلية التي تهدد السلام والاستقرار في منطقة حيوية تشمل دولًا مهمة من الناحية السياسية والاقتصادية، والتي لم تعد قادرة على تحمل استمرار الخطر الإسرائيلي على أمنها.

تُعتبر هناك مجموعة من الأوراق المهمة التي تمتلكها الكتلة العربية الإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي، حيث تتواجد أوراق سياسية واقتصادية يمكن أن يكون لها تأثير كبير إذا ما تم استخدامها بحكمة وشجاعة. إن الوقت الحالي هو الأنسب لتفعيل هذه الأوراق. كما تُظهر الكتلة الأوروبية والكتلة الشرقية وغيرها من الدول على مستوى العالم تفهماً وتضامناً متزايدين مع القضية الفلسطينية والمبادرة العربية لحل الدولتين، بالإضافة إلى إدانتها للممارسات الإسرائيلية، كما تجلى في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن عقب الاعتداء على قطر.

لا يمكن لأمريكا أن تتجاهل هذا الحشد العالمي أو تقلل من تأثيره، مهما كانت قوتها ودعمها المطلق للاحتلال الإسرائيلي، الذي يعد الأسوأ في تاريخ الإنسانية. وهذا ما يؤكد مرة أخرى ضرورة التغيير في السياسة الأمريكية التي تعتبر نفسها راعية للسلام، حيث تظل تلك الادعاءات مجرد مغالطات واستغفال للعقول. فشلت أمريكا مراراً في أن تكون وسيطاً حيادياً، مما يؤكد اختلال المعايير في تحالفاتها.

لذلك، يجب علينا كعرب ومسلمين أن نكون حذرين في استخدام أوراقنا السياسية والاقتصادية بشكل ذكي وشجاع، وعدم التأخير في هذه المساعي.