نظرية الإنترنت الميت
في الماضي، كان الإنترنت يُعتبر فضاءً حيوياً مليئاً بالإبداع البشري، ولكنه اليوم أصبح يشهد تراجعاً تدريجياً في دور العنصر البشري. تشير هذه الظاهرة إلى ما يُعرف بنظرية الإنترنت الميت، حيث تتجه الشبكة نحو أنظمة تعتمد على نسخ متكررة من المحتوى البشري، تُوزع عبر الخوارزميات. هذه العملية تؤدي إلى تقليل أصالة الأفكار والتجارب الإنسانية في الفضاء الرقمي.
نموذج الشبكة الخالية من التجربة الإنسانية
المشكلة ليست أن البشر قد غادروا الإنترنت، بل إن الهيمنة المؤسسية للشركات الكبرى هي التي استبدلت العناصر البشرية بالتكنولوجيا. هذه الشركات تستغل البيانات لتحقيق الأرباح، مما ساهم في تحول الإنترنت من منصة للتعبير الإبداعي إلى نظام آلي شبه خالٍ من التجربة الإنسانية. نتيجة لذلك، شهدنا تراجعاً في جودة التواصل والمحتوى، حيث أن الاعتماد الكبير على الروبوتات والخوارزميات أضعف روح الإبداع والتفاعل البشري التي كانت سائدة سابقاً.
في هذا السياق، يتكرر المحتوى، مما يؤدي إلى وجود شبكة متجانسة من المعلومات التي تفتقر إلى التنوع والعمق. إن ظاهرة تفريغ التجربة الإنسانية من الفضاء الرقمي تترك أثراً عميقاً في كيفية تفاعل الأفراد مع المعلومات وفي نوعية المحتويات المتوافرة لهم. إذا استمرت هذه الاتجاهات، فقد يبدو المستقبل مقلقاً بالنسبة لجودة المعلومات والتجارب الإنسانية التي تشكل جوهر الإنترنت.
في نهاية المطاف، يُظهر هذا التطور ضرورة التفكير في كيفية إعادة إحياء المساحات الإبداعية وتقديم محتوى أصيل يمكن أن يُعيد للإنترنت حيويته وتنوعه.
تعليقات